مقابلة رئيس أساقفة كانتربوري للكنيسة الأنغليكانية جاستن ويلبي مع وسائل الإعلام الفاتيكانيّة: التحديات التي فرضتها حالة الطوارئ على المسيحيين بسبب فيروس الكورونا، وأهمية الرسالة العامة "Fratelli tutti" بالنسبة للحركة المسكونية، ورجاء السلام لجنوب السودان.
لسنة خلت، في الثالث عشر من تشرين الثاني نوفمبر لعام ٢٠١۹، استقبل قداسة البابا فرنسيس رئيس أساقفة كانتربوري للكنيسة الأنغليكانية جاستن ويلبي في الفاتيكان.
بعد عام واحد من تلك الزيارة وبعد شهر من صدور الرسالة العامة "Fratelli tutti"، أجرت صحيفة الأوسرفاتوري رومانو وموقع فاتيكان نيوز مقابلة مع رئيس أساقفة كانتربوري حول أهم المواضيع الحاليّة، مع التركيز بشكل خاص على التحديات التي يفرضها الوباء على المسيحيين المدعوين ليكونوا متحدين أكثر من أي وقت مضى في الشهادة للرجاء المتجذر في يسوع.
وأكّد رئيس الأساقفة جاستن ويلبي أنّه إذا عشنا إيماننا بالمسيح ووضعنا الضعفاء والفقراء والمهمشين في محور اهتماماتنا، فنحن نعيش رسالة رجاء.
بهذه الكلمات توقّف رئيس أساقفة كانتربوري عند الرسالة العامة "Fratelli tutti"؛ وثيقة يصفها بأنها قويّة إذ تضع المسيح في المحور وتقترح رؤية منهجية وطموحة وشجاعة لعالم مستقبليٍّ أفضل.
ووجهة نظرها ليست فقط للكنيسة الكاثوليكية، وإنما للبشرية جمعاء؛ وهذا الأمر هو أحد الأسباب التي تجعل رؤيتها طموحة ومقنعة.
ويلاحظ رئيس الأساقفة جاستن ويلبي أن البابا فرنسيس يأخذ بعين الاعتبار جميع جوانب الحياة البشرية من الفرد إلى الشركات المتعددة الجنسيات، ومن العائلة إلى عالم التجارة والصناعة أو السياسة.
ثم يجيب رئيس أساقفة كانتربوري للكنيسة الأنغليكانية على المساهمة التي يمكن للحركة المسكونية أن تقدمها في هذا الوقت المطبوع بالمخاوف والانقسامات.
ويؤكّد رئيس أساقفة كانتربوري للكنيسة الأنغليكانية أنَّ البشر يميلون إلى بناء الحواجز وتحديد المنطقة.
يحدث هذا الأمر في الكنيسة وكذلك في المجال السياسي، أما ما قامت به الحركة المسكونية وما تزال تقوم به فهو حفر تلك الحدود ببطء؛ إذ بين الحين والآخر، يتم إتخاذ خطوة أكثر أهمية، كما رأينا مع الإعلان المشترك حول عقيدة التبرير الكاثوليكية اللوثرية، التي التزم بها الآن أيضًا الأنغليكان والميثوديون الكنيسة البروتستانتية القارية.
وبالتالي من وقت لآخر تفتح الحدود وتصبح قابلة للاختراق. في رسالة حديثة وجّهها إلى الأمة البريطانية، كتب رئيس الأساقفة ويلبي أن هناك ثلاث إجابات على الأسئلة التي طرحها الوباء علينا جميعًا: الهدوء، والشجاعة، والشفقة؛ وأشار إلى أنه خلال الإغلاق، كان هناك الكثير من عناوين الصحف التي تقول إن الكنائس مغلقة.
ربما كانت المباني مغلقة، وقد أثّر هذا الأمر على الحياة الأسراريّة في الكنيسة، لكن الكنيسة كانت مفتوحة، والمسيحيون من جميع الطوائف سعوا لمساعدة الآخرين: جيرانهم وغيرهم من المحتاجين.
إزاء الوباء أعاد رئيس أساقفة كانتربوري للكنيسة الأنغليكانية التأكيد على ما قاله قداسة البابا فرنسيس: لقد قلت أنا أيضًا إننا في السفينة عينها أو حتى لو كنا في سفن مختلفة، ولكننا في البحر عينه ونواجه العاصفة عينها. وبالتالي بالنسبة لرئيس الأساقفة جاستن ويلبي علينا أن نحاول أن نعتني بأنفسنا وجماعاتنا ونستمد القوة والشجاعة من بعضنا البعض ونسير معًا.
وأضاف رئيس أساقفة كانتربوري يقول في الرسالة العامة "Fratelli tutti" نجد فصلاً عميقًا يتأمّل حول مثل السامري الصالح. لقد تغلب السامري الصالح على القومية والتحيز بواسطة حب غير مشروط. في علاقة الحب والرعاية هذه، لم يكن هناك يهودي ولا سامري، بل كان هناك شخصان، أحدهما محتاج والآخر يجيب على هذه الحاجة، وهذا هو الجواب المسيحي: المحبة هي الجواب المسيحي على الأنانيّة.
وختم رئيس أساقفة كانتربوري للكنيسة الأنغليكانية جاستن ويلبي مقابلته بتأمّل صغير حول صداقته مع البابا فرنسيس وقال إن السلام والمصالحة هما جوهريّان بالنسبة لنا؛ والخلوة التي شاركتُ فيها مع الأب الأقدس ومختلف القادة السياسيين لجنوب السودان، في بيت القديسة مارتا في نيسان أبريل لعام ٢٠١۹، هي لليوم إحدى أعمق وأجمل الخبرات في حياتي. وتبقى إمكانيّة الذهاب معًا إلى جنوب السودان رجاء ملموسًا.
وخلص رئيس أساقفة كانتربوري إلى القول في نهاية أحد لقاءاتي مع البابا قال لي أن أتذكر على الدوام هذه الأمور الثلاثة: الصلاة والسلام والفقر. آمل في استمرار صداقتنا، أن تستمر هذه العناصر الثلاثة في توحيدنا: الصلاة المتبادلة من أجل بعضنا البعض ومن أجل العالم والالتزام بالسلام والمصالحة على حد السواء والسعي من أجل تحسين حياة الفقراء.
المصدر : فاتيكان نيوز