العودة إلى الله لأنّنا نغفرُ للنّاسِ خطاياهم فيأتينا غفرانُ اللهِ لخطايانا ، هو يوم المصالحةِ مع الرّب.
بالغفران للقريب والمسامحة.
فالمصالحةُ تفوقُ محبَّة الذّات والكرامات، “فإن غفرتم للنّاس زلّاتهم يغفر لكم أبوكم السّماويّ، وإن لم تغفروا للنّاس زلّاتِهم لا يغفرُ لكم أبوكم أيضًا زلّاتكِم .”
إنّ ربّنا لم يُعلّق على أيّة طلبةٍ في الصّلاة الربّانيّة سوى هذه الطّلبة، أي حتميّة أن نغفرَ للنّاس لكي يُغفَر لنا وليستجيبَ لصلواتنا، فنكونَ مقبولين أمَامه بالغفران.
سنتصالحُ مع الله بالغفران للقريب والمسامحة، فمن السّهل أن نُساعد فقيرًا ونحن إلى إنسانٍ غريبٍ.
ولكنّ الأصعبَ هو أن نُسامحَ الانسانَ القريب.
والمصالحةُ هي المحبّة، إنّها برهانٌ أنّنا وضَعنا القريبَ فوق بعض ممتلكاتِنا وفوق كرامتِنا.
يُشير القدّيس يوحنّا فم الذهب الى أسلوب الحياة هذا بأنّه “سُبل التوبّة الخمس”، وهذه السّبل هي : إدانةُ الخطايا الذاتيّة، غفرانُ خطايا الآخرين ، الصّلاة ، عملُ الرّحمة ، والتّواضع.
فحياتُنا هي جهادٌ لنحيا الكنوزَ السّماويّة.
أعمالُنا هي نتيجةُ السّماويّات، فأبونا السّماويّ يتقدّس اسمه بهذه الأعمال فتُصبح الأرضُ سماءً ويَملِكُ الله على الكلّ ويكون المسيحُ هو شبَعُنا فتُغفَر زلّاتُنا وننعمَ بأحضان الآب السّماويّ ونفرحَ كما فرح الابنُ الضّال. آمــــــــــــين.