تحتفل الكنيسة الكاثوليكية من كل عام بعيد انتقال مريم العذراء الى السماء بالنفس والجسد، وهو من الاعياد المريمية الاكثر قدما واهمية.
وبدايات الاحتفال بهذا العيد في الشرق المسيحي يعود الى القرن الخامس الـميلادي.
أمـا الحديث عن العذراء وبتوليتها وموتهـا وانتقالها فقد جاء ذكره في بعض كتابات اباء الكنيسة مثل (اغناطيوس الانطاكي ويوستينوس وايريناوس)، والتي يرجع تاريخها للقرن الثاني الـميلادي.
واستمر تقليد الكنيسة والاباء بإكرام العذراء مريم واعطاء اهمية لأعيادها عيد (الانتقال) الى ان بادر البابا بيوس الثاني عشر في عام ١٩٤٦ ، بأخذ آراء الأساقفة الكاثوليك في العالم أجمع بشأن تحديد عقيدة انتقال مريم العذراء بنفسها وجسدها إلى السماء، فتقبّل معظم أساقفته هذه البادرة البابوية بفرح.
وانصبّ اللاهوتيون على دراسة هذه المسألة باهتمام بالغ، الى ان اعلن البابا عقيدة انتقال العذراء بالنفس والجسد الى السماء في الاول من تشرين الثاني سنة ١٩٥٠ : “إن والـدة الإلـه المنـًزهـة عـن كـل عيـب، مـريـم الدائـمـة البـتـوليـة، بعـد أن أنهـت مـجـرى حـيـاتـهـا الأرضــيـة، رٌفـعـت بجسـدهـا ونفـسـها إلـى المجـد السمـاوي”.
إن إعـلان هـذه العقيدة يعبـر بشكل واضح عن إيمان الكنيسة منذ القرون الأولـى.
وهـذا الانتقال كما يقول المجمع الفاتيكاني الثاني هو “علامة رجاء وطيد”، رجاء في أن قيامة الأموات بفضل يسوع المسيح ستتم وتحدث، وانتقال مريم الى السماء بجسدها وروحها علامة لقيامة البشر.
بالحقيقة هذه العقيدة لا تستند الى أيّة شهادة كتابية او علمية، فقليل ما تحدثت الأناجيل عن العذراء مريم، فلا ذكر لإنتقالها الى السماء!
ويرى البعض أن الأسفار المقدّسة أتت على ذكر امتيازاتها بطريقة مبطّنة ضمنية ولا سيما في سفر التكوين: “انتصار العذراء مع ابنها على الخطيئة والموت”(تك ٣ / ١-١٦ ).
وفي إنجيل لوقا: “مريم ممتلئة نعمة ومباركة في النساء” ( لوقا ١ / ٢٨ )، وفي رسالة القديس بولس الى أهل روما ( الفصل ٨ )، ورؤيا القديس يوحنا عن المرأة والتنين ( الفصل ١٢ ). آمــــــــــــين.