لقد تتوّجت عظائم الله في مريم أم يسوع، إبن الله المتجسد، مخلص العالم وفادي الإنسان، بإنتقالها بالنفس والجسد إلى السماء، وبتكليلها من الثالوث القدوس سلطانة السماوات والأرض.
إختيار الله لها في سر تدبيره الخلاصي لتكون أم ابنه مخلص العالم فعصمها من دنس الخطيئة الأصلية منذ اللحظة الأولى لتكوينها في حشى أمها، وملأها نعمة مكنتها من التجاوب مع تدبير الله بكلمة "نعم" ومن تكريس ذاتها له بطاعة الإيمان.
إن عقيدة الحبل بلا دنس أعلنها البابا الطوباوي بيوس التاسع في ٨ كانون الأول ١٨٥٤.
هذا يعني أن كل كائن بشري يتكون بالحبل في بطن أمه، هو شخص بشري له فرادته، معروف من الله ومراد ومحبوب.
لذلك، فإن التعدي على الاجنة كالتعدي على اي انسان، مع الفرق ان هذا الجنين لا يستطيع الدفاع عن نفسه.
- بتولية مريم العذراء قبل ولادة ابنها وأثناءها وبعدها.
إنها دائمة البتولية كما علمت المجامع المسكونية (المجمع اللاتراني سنة ٦٤٩ ؛ المجمع الفاتيكاني الثاني في الدستور العقائدي في الكنيسة، ٥٧ ).
لقد كرست مريم نفسها وجسدها لإرادة الله الخلاصية، ولشخص إبنها وسر الفداء كأمة للرب ( لوقا ١ / ٣٨ ).
وحبلت بابنها، وهي عذراء بقدرة الروح القدس، كما أعلن المجمع اللاتراني سنة ٦٤٩.
وسبق أشعيا وتنبأ قبل ٥٠٠ سنة : (ها أن العذراء تحبل وتلد ابنا يدعى عمانوئيل اي الله معنا) ( أشعيا ٧ / ١٤ ) ؛ ( متى ١ / ٢٣ ).
أمومة مريم الإلهية.
علمت الكنيسة في مجمع أفسس المنعقد سنة ٤٣١ أن الذي حبلت به مريم كإنسان بقوة الروح القدس، وأصبح حقا ابنها في الجسد، هو ابن الآب الأزلي، الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس وبالتالي مريم هي حقا أم الإله (Theotokos).
ولأنها أم يسوع فهي أمنا نحن أيضا الذين أصبحنا بموته وقيامته أعضاء جسده، وإخوته بالنعمة.
أمومة مريم الروحية للبشر.
تسلمت مريم أمومتها الروحية لجميع البشر بشخص يوحنا، من ابنها يسوع من على الصليب: "يا امرأة هذا ابنك.
يا يوحنا هذه أمك" ( يوحنَّا ١٩ / ٢٦- ٢٧ )؛ إن يسوع إبن مريم جعله الله بكرا لإخوة كثيرين (روما ٨ / ٢٩ )، وهم المؤمنون والمؤمنات الذين تعاون أم الإله بحب الأم في ولادتهم وتنشئتهم، كما يعلم المجمع الفاتيكاني الثاني (الدستور العقائدي في الكنيسة، ٦٣ ).آمــــــــــــين.