إنّ انبثاق الروح القدس من الآب فيظهر في الوضع الترتيبي الكتابي لذكر الثلاثة بموجب“وعمدوهم بإسم الآب والابن والروح القدس”.
إن للروح القدس أعمال كثيرة قام بها ليتمم عمل الله على الأرض ويرافق يسوع المسيح في حياته العلنية ويساند الكنيسة في مسيرتها الخلاصية إلى يومنا هذا.
فالروح القدس هو الأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس والذي في العهد القديم قد جاء ذكره بعدة ألقاب كلّها تدل على نفس الأقنوم.
فقد سميّ الروح، وروح الله، وروح الرب، والروح القدس، وروح قدوس الله.
لنرجع الى الكتاب المقدس، العهد القديم لنرى وجود الروح القدس:
“روح الله يرفرف على وجه المياه” (تكوين ١ / ٢ ).
والعهد الجديد يتحدث بصراحة عن الروح القدس لكن بأقل من الكلام عن يسوع المسيح.
فمن الأسماء التي جاءت للتحدث عن الروح القدس منها: روح الله، روح المسيح، وروح الرب، والروح القدس، وروح الله القدوس، وروح الموعد، وروح الحياة، وروح النعمة، وروح الحق، وروح المجد، والمعزي، والمرشد، وروح النصح.
فكل هذه الأسماء وغيرها تدل على الجوهر والمجد الألهي، وأيضا تدل على أهمية عمله.
إن سفر أعمال الرسل ما هو إلا سفر الروح القدس.
لأن الروح القدس هو المحرك الرئيسي لجميع رسل وتلاميذ الرب يسوع.
فقد عملوا المعجزات باسم الرب يسوع وبقوة الروح القدس.
فأعطاهم الخطابة المقنعة وغير المرعوبة؛ أعطاهم القوة لتحمل جميع أنواع العذابات وللوقوف أمام مضطهديهم. لماذا كل ذلك؟
لكي يبشروا بالله ومسيحه وروحه، أي بالثالوث الأقدس، حتى وإن لم يذكروه علنا إلا أنهم بشروا به من خلال أقانيمه الثلاثة. آمــــــــــــين.