لقد خُلق الإنسان على صورة الله الثالوث، الآب والابن والروح القدس.
فالإنسان مرتبط بالآب الذي خلقه وبالابن الذي خلّصه وبالروح القدس الذي يؤلهه.
والصورة التي خُلق عليها الإنسان بنوع خاص هي صورة ابن الله الذي تدعوه الرسالة إلى العبرانيين “ضياء مجد الله وصورة جوهره وضابط كل شيء بقدرته” (عبرانيين ١ /٣ ).
فالإنسان إذاً حاضر منذ الأزل في ابن الله وكلمته وصورتهن وحاضر منذ الأزل في الله.
فقد أدركت المسيحية أن عظمة الله لا تكمن في بُعد كيانه عن العالم والإنسان بل في اتحاده بالعالم والإنسان في أقنومي الابن والروح القدس.
إن من أجمل خلائق الله هو الإنسان.
فهو صورة الثالوث وأصدقها.
ومن اجل أن نضع صورة واقعية للثالوث، يمكننا إعطاء صورة الحب البشري وخاصة العلاقة بين الرجل والمرأة تشبيها لعلاقة الثالوث الواحد القدوس، أي لكيان الله.
كما جاء في الكتاب المقدس أن الإنسان خُلق على صورة الله ومثاله، ذكرا وأنثى خلقهم. ( تكوين ١/ ٢٧ ).
واتحاد الذكر والأنثى مع بعضهم يكونان جسداً واحداً لا يمكن فصلهما لأنهما اتحدا باسم الله :
“ما جمعه الله لا يفرقه إنسان (متى ١٩ / ٥-٦ )”.
وثمار هذا الاتحاد الذي نتج عن خصب المحبة هي ولادة الطفل.
إذا نرى هنا صورة ثالوثية – الأب والأم والطفل.
صورة ترجع فينا إلى الثالوث الأقدس.
فالله محبة والله ثالوث، والله جماعة، والله عائلة.
ليس كائنا جامدا خاملاً ومنعزلاً منفرداً، بل في كيانه حياة متدفقة فيّاضة، حياة حبّ يفوق حب كل خيال وتصوُّر”. آمــــــــــــين.