إنّ اللّه خلق الإنسان من أجل السماء، ومصيره هو الحياة الأبدية مع اللّه، وكلمة الحياة وحدها يمكنها أن تجيب على الرغبة العميقة الساكنة في قلب كل واحد منا.
وحدَه كلام اللّه بوسعه أن يجيب على تساؤلات الإنسان العميقة.
لا يختلف عالم اليوم عن عالم الأمس.
ما زلنا نشاهد اليوم أزمات ونزاعات بين الإخوة يمكن أن تسبب الجوع لشعوب كاملة في العالم.
وما زال الجوع يشكل اليوم واقعًا مؤلمًا في العالم، وغالِباً ما يكون السبب في ذلك الأنانية والسياسات قصيرة الأمد واللامبالاة.
ما زلنا هنالك في العالم، وحتى بيننا، شعب جائع كما كانت الجموع في الإنجيل.
لكن هنالك جوع آخر أكثر خطورة، جوع إلى كلمة الحياة التي تعطي الراحة لقلوب كثيرة مضطربة.
وحتى هنا في الأرض المقدسة، لا نجد الكثير من المصداقية عندما نتكلم عن الأمل والثقة والمستقبل.
فغالبًا ما تكون قلوبنا مثقَلة بالألم والوحدة.
بدون يسوع، يبقى العالم جائعًا، لأن يسوع هو العزاء الحقيقي والوحيد.
وفي الإفخارستبا، نحتفل بهذه الهبة العظيمة، أعني حضوره بيننا، وهبة حياته ذاتها، وموته وقيامته.
نجد في الإفخارستيا بزوغ الحياة الأبدية في حياتنا.
وفيها نجد الجواب الحقيقي على جوع الإنسان العميق.
وحدها هذه القوة يمكنها أن تسندنا بقوة وثبات وشجاعة والعمل في سبيل العدل والسلام، وفي حق كل إنسان في حياة كريمة، تتناسب مع دعوته كشخص مخلوق على صورة اللّه ومثاله. آمــــــــــــين.