الكنيسة اليوم بحاجة إلى شهودٍ للكلمة، والتشبّث بالإيمان المعطى مرّةً واحدةً للقدّيسين، لكي نُزحزح عنّا جبال خطايانا الثقيلة، حتى لو آلت هذه الشهادة إلى موت الصلب كبطرس أو قطع الهامة كبولس.
نحن المسيحيّين نحملُ آلات التعذيب مثل الشهداء كلآلئ لأنّ بواسطتِهم سوف تُعبّد الطريق نحو المسيح.
نحن لا نفرح بالألم لكن إن اضطررنا إلى الإختيار بين الموت ونكران المسيح، نأخذ كلام رسول الأُمم ونقول :
ميزة كنيستنا أنها كنيسة الروح القدس الساكن فيها، لأنّ الربّ في وسطها فلن تتزعزع.
في خضمّ حياتنا ، أدعو إلى العودة إلى تقليدنا ورسوليّتنا في نقل البشارة اليوم إلى عالمٍ ينزف وينحطّ.
المسيح يتحنّن على شعبه كما في إنجيل متّى “لأنّهم كانوا منزعجين ومنطرحين مثل خرافٍ لا راعي لها” (متّى ٩ / ٣٦ )، ويقول “اطلبوا إلى ربّ الحصاد أن يُرسل عملةً إلى حصاده”.
هذا أكبر دليل على أنّ من يسوس الكنيسة هو الربّ، وليس بذكاءنا أو بقوتنا الشخصية.
لذا علينا ألاّ نخاف، لكن أن نلجأ إلى الصلاة “حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ” ، أي أن نعيش أسس إيماننا بالصّبرِ والجهاد والصّوم ، وعدم الإزدراء بأي شيء حتى الصغائر منها مُعتقدين أنّها مادةٌ قديمة العهد.
لنطلبنَّ من ربّ الحصاد أن يُنقّينا من كلّ شائبةٍ بواسطة الإعتراف والتوبة والتواضع “اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً” ( ١ بطرس ٥ / ٥ ).
ألم نسمع في نشيد مريم أنه يرفع المتواضعين ويحطّ المتكبرين ؟ ألم نتعلّم بعد أنّه يريدُ رحمةً وأنّ السبتَ جُعل للإنسان لا العكس؟ هل نقرأ الكلمة في بيوتنا ومن خلال اجتماعاتنا؟ هل نجسّد إيماننا بأفعالنا أمام الأخ القريب والبعيد لكي نكون صنّارته للمسيح؟ هل لدينا همّ بولس الذي اضطُهد من أبناء جنسه أوّلاً بسبب حسدهم وخوفهم على سلطتهم؟ هل نؤمن فعلاً أنّ الكنيسة هي كنيسة المسيح وأنّ أبواب الجحيم لن تقوى عليها؟، هذه صرخةٌ من الأعماق لأبناء كنيستي، ولي أوّلاً، عسى شوق المحبّة الأولى أن تضطّرم فينا من جديد لكي نجذب عائلاتنا وأولادنا، ونشهدُ للنّور في عصرٍ فقدَ الكثير من بريقه ونعمة الســـــــــلام. آميـــــــن.