سماع كلام الله ولّد الايمان بقدرة المسيح الالهية والمحبة تجاه المحتاج لدى الرجال الاربعة الذين حملوا المخلّع الى يسوع.
وبرجاء وطيد ثقبوا السقف ودلّوا السرير الذي كان المخلع عليه.
الايمان والمحبة والرجاء، هذه ثمار سماع كلام الله، تقدمها اللوحة الانجيلية التي تنطبق على الافراد والجماعة، مخلعين كانوا ام حاملين المخلع، فيما المسيح هو هو امس واليوم والى الابد ( عبرانيين ٨ / ١٣ )، يغفر الخطايا ويشفي الامراض ويقدس الاوجاع.
يؤكد بولس الرسول ان الايمان يولد من سماع كلام الله، وان من يدعو باسم الله بايمان يخلص.
ان الذين سمعوا كلام الله من فم يسوع في كفرناحوم ابتهلوا بالاعمال والمواقف من اجل المخلع، فشفاه يسوع نفساً وجسداً: " لما رأى يسوع ايمانهم، قال للمخلع: مغفورة لك خطاياك... قم احمل سريرك واذهب الى بيتك".
بل الكنيسة تولد من سماع كلام الله: " اجتمع الكثيرون وكان يلقي عليهم الكلمة" ( مرقس ٢ / ٢ ).
هكذا نشأت الكنيسة الاولى: "كانت كلمة الله تعلن وتنمو، وعدد التلاميذ يتكاثر في اورشليم، وكان كثير من شعب اليهود ينصاع للايمان".
لكن ما يميّز كلام الله عن كلام البشر هو ان بكلام الله، على ما يقول بطرس الرسول، " تصير نفوسكم مقدسة بالخضوع للحق، وتمتلىء بالمحبة بدون محاباة، فتحبون بعضكم بعضاً بقلب طاهر كامل، كاناس ولدتم ثانية بكلمة الله الحية الباقية الى الابد".
ويقول القديس أغوسطينوس : " كرز الرسل بكلام الحق وولّدوا الكنيسة".
الايمان يولّد الخلاص، كما اكّد الرب يسوع للمرأة النازفة: " تشجعي يا ابنتي، ايمانك احياك"، وللرسل الذين ارسلهم لينادوا بالانجيل في الخليقة كلها: " فمن يؤمن ويعتمد يخلص، ومن لا يؤمن يهلك" ( مرقس ١٦ /١٦ ).
يقول آباء المجمع الفاتيكاني الثاني: " بقوة الكلمة الخلاصية، يضىء الايمان في قلب غير المؤمنين، ويغتذي في قلب المؤمنين، وتبدأ جماعة المؤمنين وتنمو."
في اعلان سرّ المسيح بالكرازة الصريحة، او بتعليم عقيدة الكنيسة، او بمواجهة معضلات الزمن في ضوء المسيح، او بشهادة ومثل حياتهم الذي يحمل على تمجيد الله، لا يعلّم رعاة الكنيسة حكمتهم الخاصة، بل كلام الله؛ ويدعون الجميع بالحاح الى الارتداد والقداسة" ( القرار في خدمة الكهنة وحياتهم الكهنوتية، ٤ ). آمــــــــــــين.