نحتفل بعيد القيامة وسط أحداث يوميّة، عالميّة ومحلّيّة ومخاوف كثيرة منتشرة ومخاطر بيئيّة، وسط حروب مشتعلة وأوضاع اقتصاديّة قاسيّة ومؤلمة، كلّها تجسّد غياب النور وثماره.
فكم من الضمائر المظلمة التي تجعل الشرّ خيرًا والخير شرًّا، والظلام نورًا والنور ظلامًا ( أشعيا ٥ / ٢٥ ).
فلا نستطيع التمييز.
إنّ العالم في ظلمة متعدّدة الأشكال، فقد فيه الكثيرون بيوتهم وسلامهم، وآخرون يتنفّسون القلق والاضطراب والخوف وعدم الأمان.
فحُكم عليه ظلمًا، بلا عدالة وسط توتّرات سياسيّة ودينيّة وضاع الحقّ والنور.
ومن كثرة الإثم تبرد المحبة وتزداد الكراهيّة وأعمال الظلمة. يحتلّ موضوع النور مكانة متألّقة في الكتاب المقدّس بعهديه.
ففي النور نستطيع أن نرى الاشياء بوضوح، أمّا في الظلام فلا نرى شيئًا.
في النور نسير في أمان واطمئنان، أمّا في الظلام فنخاف ونعثر.
أوّل عمل قام به الخالق هو الفصل بين النور والظلام.
خلق النور في اليوم الأوّل وخلق الشمس والقمر في اليوم الرابع، وهذا دليل على أن الله هو مصدر النور وليس الشمس والقمر. الله نور وليس فيه ظلمة البتة (١ يو ١ / ٥ ).
وبما أنّ الله نور فوصاياه نور وكلامه نور.
يرمز النور أيضًا في الكتاب المقدّس إلى أمرين، جانب الفكر ويشير إلى الحقّ ومعرفة الله، وجانب الحياة والأخلاق ويشير إلى القدّاسة.
لذلك نحن مدعوون إلى أن نقبل الحقّ ونعيش حياة مقدّسة تليق وترضي الله. آمــــــــــــين.