إنَّ المسيح القائم من الموت، إعلان الحياة للبشرية برمتها، يتردد مدى الدهور ويدعونا ألا ننسى الرجال والنساء السائرين بحثا عن مستقبل أفضل، حشود كبيرة من المهاجرين واللاجئين، بينهم العديد من الأطفال، الهاربين من الحرب والجوع والفقر والظلم الاجتماعي.
إن إخوتنا وأخواتنا هؤلاء غالبًا ما يلتقون بالموت على دروبهم أو رفض من يمكن أن يوفر لهم الضيافة والعون.
لا تتقاعسنّ القمة الإنسانية العالمية المقبلة عن وضع الإنسان وكرامته في المحور وصياغة سياسات قادرة على مساعدة وحماية ضحايا الصراعات وحالات الطوارئ لا سيما الأشخاص الأشد هشاشة والمضطهدين لأسباب عرقية أو دينية.في هذا العيد المجيد “لتبتهج أرضنا في هذا الفيض من النور الساطع” ( المديح الفصحي) مع أنها تتعرض لسوء المعاملة والإساءة بسبب استغلال جشع يبحث عن الربح، يغيّر توازنات الطبيعة.
مع أخوتنا وأخواتنا المضطهدين بسبب الإيمان وأمانتهم لاسم المسيح وإزاء الشر الذي يبدو أنه يسود حياة العديد من الأشخاص دعونا نستمع مجددًا إلى كلمة الرب المعزية “لا تخافوا! أنا غلبتُ العالم!”.
هذا هو اليوم الذي يُشع بنور هذا الظفر، لأن المسيح داس على الموت ومن خلال قيامته من بين الأموات جعل الحياة والخلود مشرقَين .
“لقد جعلنا ننتقل من العبودية إلى الحرية، من الحزن إلى الفرح، من الحداد إلى العيد، من العتمة إلى النور، من العبودية إلى الخلاص.. فلنقل أمامه: هللويا!”.
إلى من فقدوا في مجتمعاتنا أمل العيش وطعمه، إلى المسنين المغلوبين الذين يشعرون بضعفهم في الوحدة، إلى الشبان الذين يبدو أنهم فقدوا المستقبل، إليهم جميعًا أوجه مرة جديدة كلمات القائم من الموت: “ها إِنّي أَجْعَلُ كلَّ شَيءٍ جَديدًا … أَنا أُعْطي العَطشانَ مِن يَنبوعِ ماءِ الحياةِ مَجَّانًا”.
لتُساعد، رسالة يسوع المُطمئِنة هذه، كل فرد منا على الانطلاق مجدّدًا بشجاعة أكبر وبرجاء من أجل بناء دروب مصالحة مع الله والإخوة. وما أحوجنا لهذا، آمــــــــــــين.