وقف يسوع في الوسط وأراهم يديه وجنبه" ( يوحنَّا ٢٠/٢٠ ).
كما فعل الرّبّ يسوع في مساء أحد قيامته، فعل في الأحد الذي تلاه: "فوقف وسط التّلاميذ، والأبواب موصدة، وأراهم علامات صلبه وموته".
ولمّا رآه توما، الذي لم يصدّق بشرى قيامته، لقوّة صدمة الصّلب عليه، هتف: "ربّي وإلهي".
إنّه هتاف الجماعة المؤمنة التي تلتئم في كلّ أحد حول ذبيحة القدّاس، معربةً عن إيمانها بالمسيح الرّبّ والإله الحاضر تحت شكلَي الخبز والخمر، ذبيحةَ فداء، ووليمةً روحيّة تُقدِّم خبزًا سماويًّا للأرواح.
ونحتفل في هذا اليوم بعيد الرّحمة الإلهيّة الذي شاءه الرّبّ يسوع، وكشفه للرّاهبة البولونيّة القدّيسة فوستينا في ظهورَين سنة ١٩٣١ و ١٩٣٣.
وحدّده القدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني للإحتفال به في الأحد الجديد، عندما أعلن قداسة الرّاهبة فوستينا في ٣٠ نيسان ٢٠٠٠.
أمّا ظهور الرّبّ يسوع فكان بملء قامته، مع شعاعَين أبيض وأحمر ينبعان من قلبه، من مكان الحربة التي طعنه بها أحد الجنود وهو ميت على الصّليب، إذ جرى منه ماء ودماء ( يوحنَّا ١٩ / ٣٤ ).
فدلّ الشّعاع الأبيض إلى ماء المعموديّة، والأحمر إلى دمّ القربان.
وفي هذا الظّهور يبارك يسوع بيده اليمنى، فيما باليسرى يدلّ إلى قلبه.
وطلب من الرّاهبة أن ترسم لوحة هذا الظّهور وتكتب في أسفلها: "يا يسوع إنّي أثق بك"، وتنشر عبادتها في العالم كلّه.
إنّ ذبيحة القدّاس هي تجلّي الرّحمة الإلهيّة بامتياز. وقف يسوع في الوسط وأراهم يديه وجنبه" ( يوحنَّا ٢٠/٢٠ ).
بقيامته من الموت أصبح الرّبّ يسوع حاضرًا دائمًا في الكنيسة، ووسط الجماعة الملتئمة بإسمه، ولاسيّما عند الاحتفال بذبيحة الإفخارستيّا.
هو حاضر في الوسط بكلامه الذي يُتلى على الجماعة؛ وبذبيحته غير الدّمويّة بواسطة الخبز والخمر، المحوَّلَين إلى جسده ودمه؛ وبوليمة جسده ودمه للحياة الجديدة.
نستطيع القول أنّ هذا التّرائي للتّلاميذ هو قدّاس المسيح لأنّه حاضرٌ فيه بكلامه، وبعلامات ذبيحته الدّمويّة لفدائنا في يديه وصدره، وبعطيّة سلامه لجماعة التّلاميذ، وبهبة الإيمان لتوما: "كن مؤمنًا، لا غير مؤمن".
فما إن رأى توما علامات الصّلب في جسد يسوع، حتّى آمن بألوهته، وهتف: "ربّي وإلهي" ( يوحنَّا ٢٠ / ٢٨ ).
في هذا الحدث، جعل الرّبّ يسوع قدّاس الأحد ينبوع سلام وإيمان للجماعة المشتركة فيه: "طوبى للذين لم يروني وآمنوا" ( يوحنَّا ٢٠ / ٢٩ ). آمــــــــــــين.