نحن نحتفل اليوم "بأسبوع الجديد "، الذي هو بداية الأزمنة المسيحانية الجديدة، التي افتتحها المسيح عهداً جديداً بين الله والانسان، بتقديم ذبيحة ذاته على الصليب فداءً عن الجنس البشري، وقد جرى مع دمه المسفوك ينبوع الغفران للعالم؛ وبإعطاء وليمة جسده ودمه لحياة البشر.
ونوجّه النداء إلى كلِّ مسيحيّ ليكون أميناً لهذا العهد الذي أبرمه المسيح بدمه، والذي يُجدِّده المسيحي المؤمن والمسيحية المؤمنة في كلِّ يوم أحد، المعروف بيوم الرب ويوم الانسان ويوم العائلة.
إنّه يوم العيد بلقاء سرّ الله الثالوث، في ليتورجيا الأحد، حيث يتجدَّد العقل بنور الحقيقة من كلام الإنجيل، ويتجدّد القلب بالمحبة الإلهية المسكوبة في القلوب بحلول الروح القدس، وتتجدَّد النفوس بنعمة الشفاء الجارية من ذبيحة ابن الله ووليمة جسده ودمه.
إننا نرى بمرارة كم أنَّ العديد من المسيحيين تناسَوا هذا العهد الإلهي، وغابوا عن موعد يوم الرب، فانحرفوا عن الحق والخير وجمال القِيَم، فعانت العائلة والمجتمع والدولة من مخلّفات هذا الانحراف، فساداً وشرَّاً وانقساماً، ولأنَّ "الاسبوع الجديد" هو عهد محبة الله ورحمته اللامتناهية لكلِّ إنسان على مدى التاريخ.
من ماء المعمودية وُلدنا أبناء وبنات لله بالابن الوحيد، وبدم القربان نلنا غفران الخطايا والحياة الجديدة.
كل يوم أحد يذكّرنا في سرّ موت المسيح وقيامته.
إنَّ ظهور الرب يسوع للتلاميذ وتوما معهم، في ذاك يوم الاحد، يُذكّرنا بذبيحة الفداء.
فأراهم جراحات الصلب في يدَيه وصدره، ليعرفوه من خلالها.
وفي الواقع عرفه توما المشكِّك وهتف بصرخة الايمان، التي أصبحت بداية كلِّ صلاة تتلوها الكنيسة: "ربّي وإلهي".
هذا المشهد يتكرَّر في كلِّ يوم أحد في ذبيحة القداس، حيث يُقدِّم الربّ يسوع، بواسطة الخدمة الكهنوتية، جسده ودمه ذبيحة فداء وخلاص، تحت شكلَي الخبز والخمر.
لكنَّ آلامه الحسّية ما زالت جارية في آلام أعضاء جسده، أعني كلَّ المتألّمين بشتّى الآلام الجسدية والنفسية والمعنوية، آمــــــــــــين.