كان ذلك في عام ٢٠٠٥ عندما أطلقت الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة حملة "العدالة للمهاجرين"، والتي كان الهدف منها "توحيد وتحريك شبكة متنامية من المؤسسات الكاثوليكية والأشخاص الكاثوليك من أجل دعم المعاملة الإنسانية للمهاجرين واللاجئين وإصلاح الهجرة.
بعد خمسة عشر عامًا من ذلك التاريخ، ذكّر رئيس الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة، المطران خوسيه غوميز، ورئيس اللجنة الأسقفية الوطنية للهجرة المطران ماريو دورسونفيل، في بيان مشترك، الأفعال الأربعة التي أشار إليها البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين عام ٢٠١٨، وهي "الاستقبال والحماية والتعزيز والادماج". وإذ عبر الأساقفة عن تقديرهم للعمل الذي تمَّ القيام به خلال خمسة عشر عامًا من أجل تقدّم المعاملة الإنسانية للمهاجرين وتقنينهم، إلا أنهم يؤكدون مجددًا أن العمل لم ينته بعد. لا بل إنَّ الكنيسة في الواقع تضاعف التزامها من أجل الاعتراف بكرامة الإنسان وحقوق المهاجرين واللاجئين وتعزيز التقنين والإصلاح القانوني. ويؤكّد الأساقفة في بيانهم إن جهودنا متجذرة في الإنجيل وفي الحاجة إلى التعرف على وجه يسوع في كل شخص. لهذا السبب، تلتزم الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة بـتربية الكاثوليك على تعاليم الكنيسة حول تعزيز الكرامة البشريّة لكل شخص، بمن فيهم المهاجرين واللاجئين. وختم الأساقفة بيانهم بالقول سنواصل أيضًا تشجيع المشرعين وقادة الجماعة على إعطاء الأولوية لإصلاح نظامنا وتجنب تسييس إخوتنا وأخواتنا المهاجرين واللاجئين.
كذلك بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة على تأسيسها، نظمت حملة "العدالة للمهاجرين" سلسلة من الندوات عبر الإنترنت ونشرت وثيقة جديدة حول الأولويات السياسية المتعلقة بالهجرة. ويتمحور نصّها حول الأفعال الأربعة التي أشار إليها البابا فرنسيس: فيما يتعلق بـ "الاستقبال"، يُدعى المشرِّعون إلى النظر في الأسباب الأساسية للهجرة ولا سيما بطلبات اللجوء أو وضع اللاجئ؛ وإلى تعزيز فهم أفضل لقضية الهجرة، من خلال إدخال مبادرات تساعد على محاربة النزعة إلى التجريم والتهميش والاستبعاد؛ وتطوير برامج مخصصة للتحقيق في قضايا الترحيل. بالنسبة لفعل "الحماية"، تعيد الوثيقة التأكيد على أهمية تزويد المهاجرين بإمكانية الحصول على الرعاية الصحية، والغذاء، والمأوى، والخدمات الدينية والقانونية في جميع مراكز الاحتجاز الحكومية، بما في ذلك خدمات الترجمة والمحامين؛ وضمان إمكانية الحصول على المدى الطويل على اللجوء للسكان الذين يحتاجون إلى الحماية؛ استخدام أشكال بشرية ومتناسبة لرصد المهاجرين كبديل للاحتجاز؛ وإلغاء الحظر الذي يتعلق بالمهاجرين على أساس العرق أو الدين أو الخصائص الشخصية.
أما بالنسبة للتعزيز تطلب حملة "العدالة للمهاجرين" إلغاء جميع أشكال الاحتجاز العائلي في الولايات المتحدة، ووقف تفريق العائلات على الحدود؛ تعزيز إجراءات محددة للقاصرين، وذلك لضمان وحدة العائلة مع الأخذ بعين الاعتبار دائما "مصالح الأطفال" في جميع مراحل إجراءات الهجرة. وختامًا، بالنسبة لفعل "الادماج"، يتمُّ التذكير بضرورة تسهيل الحصول على الجنسية، واللغة الإنجليزية، وإجراءات إصدار التراخيص والشهادات للمهاجرين ذوي المهارات المهنية المثبتة، بالإضافة الحاجة الملحة لتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص من أجل تعزيز استقبال الوافدين الجدد في الجماعات من خلال تنفيذ سياسات إدماجية وشاملة.
المصدر : فاتيكان نيوز