مع بداية العام الجديد أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع نائب مدير برنامج الأغذية العالمي السيد Manoj Juneja الذي أكد أن منح جائزة نوبل للسلام لهذه الوكالة الأممية يشكّل دعوة إلى العمل، لكنه شدد على ضرورة توفّر التمويل اللازم كي لا تتبع الجائحةَ الصحية جائحةُ الجوع خلال هذا العام الجديد.
قال المسؤول الأممي إن برنامج الأغذية العالمي هو أكبر منظمة إنسانية في العالم تقدّم اليوم المعونات الغذائية لأكثر من مائة مليون شخص وتساعد على ضمان مستقبل مستدام للعديد من الدول.
وأضاف أنه حيث توجد الصراعاتُ يوجد الجوع لأن الحرب تقضي على وسائل الإنتاج الزراعي والوسائل الاقتصادية اللازمة لشراء المواد الغذائية.
كما أن الصراعات تُرغم الأشخاص على ترك عملهم وأرضهم ومورد رزقهم، هذا ناهيك عن الهجرات التي يمكن أن تولّد توترات وسط الجماعات، شأن الخلافات بين المزارعين والرعاة على المياه ويمكن أن تستغلّ المجموعات المسلحة هذه التوترات.
وأضاف أن الغذاء هو أداةٌ للسلام لافتا إلى أن البرنامج يقدّم وجبات الطعام في المدارس لحوالي سبعة عشر مليون طفل، ويساعد المزارعين على بناء قنوات للري، ما يحسّن الإنتاج الزراعي.
وكل هذه المشاريع تخلق مسارات للسلام.
بعدها أكد السيد Juneja أن برنامج الأغذية العالمي يتّفق مع البابا فرنسيس على أن إزالة الجوع ومساعدة البلدان الفقيرة على النمو هما هدفان أساسيان ينبغي أن تعمل من أجلهما البشريةُ جمعاء.
وقال إن الهيئة الأممية – كما البابا فرنسيس – تحرص على كل شخص قريب، لاسيما الضعفاء، لأنها تؤمن أنه لا يمكن التخلي عن أي إنسان.
وأضاف أن البرنامج، كما البابا فرنسيس، يحذر دوما من الهدر في الموارد وانعدام المساواة، ويعطي أهمية كبرى للنفقات الضرورية من أجل إزالة الجوع والفقر، مشيراً في هذا السياق إلى وجود حوالي ألفين ومائتي شخص في العالم يملكون إرثاً تتخطى قيمتُه ثمانية آلاف مليار يورو، في وقت تكفي فيه خمسة مليارات لإنقاذ حياة ثلاثين مليون جائع.
هذا ثم اعتبر نائب مدير برنامج الأغذية العالمي أن العام ٢٠٢١ سيكون عاما مقررا، مشيرا إلى أنه إذا لم نتصرف اليوم سنشهد جائحة الجوع بعد الجائحة الصحية.
وقال: لقد شاهدنا مدى تأثير الجائحة على البلدان الغربية، وذلك على الرغم من الحوافز الضريبية التي بلغت قيمتُها أكثر من خمسة عشر مليار يورو مضيفا أنه ينبغي التفكير بالبلدان التي لا تملك هذه الموارد المالية والتي تعاني أصلا من الصراعات أو ظاهرة التبدلات المناخية، مذكرا بوجود حوالي مائتين وسبعين مليون شخص في مختلف أنحاء العالم يعانون من الجوع الحاد.
ولفت إلى أن هذا الرقم ارتفع بضعفين خلال جائحة كوفيد ١٩ ما يعني أن حالات الطوارئ تزايدت وقد وضع برنامج الأغذية العالمي برامجَ عمل في أكثر من ثمانين بلداً بحاجة إلى المساعدات الغذائية، شأن جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث يعاني من سوء التغذية اثنان وعشرون مليون شخص.
والوضع ليس على أفضل حال في سورية التي تشهد أزمة منذ عشر سنوات وحيث ثلث سكان البلاد باتوا مهجرين.
وشدد السيد Juneja في الختام على أهمية وقف الحروب فوراً خصوصا وأن نسبة ستين بالمائة من ضحايا الجوع في العالم يعيشون في مناطق تشهد صراعاتٍ مسلحة وهو أمرٌ يتطلب إرادة سياسية.
المصدر : فاتيكان نيوز