تُسجل في أوتار براديش وهي أكبر ولاية هندية من حيث عدد السكان النسبة الأكبر من أعمال العنف التي تحمل طابعاً دينياً وعرقياً، وتحتل المرتبة الأولى على الصعيد الوطني من حيث الاعتداءات ضد المسيحيين، إذ تتحدث الأنباء الواردة من هناك عن وجود مجموعات هندوسية راديكالية لا تتردد في دخول المنازل، والكنائس، وتتهم زورا قادة الكنائس ومؤمنيها بإرغام الهندوس على الارتداد إلى المسيحية.
هذا ما جاء على لسان رئيس مجلس المسيحيين في الهند سجان جورج في مقابلة أجرتها معه وكالة آسيا نيوز الكاثوليكية للأنباء، موضحا أن انعدام التسامح حيال المسيحيين في أوتار براديش ينمو يوميا، ولفت إلى وجود جماعات يمينية هندوسية متطرفة تهاجم المسيحيين العزّل. وقال إن هذه الأعمال والتجاوزات تُبرر غالباً باتهامات تتعلق بالترويج للدين المسيحي وإراغم الهندوس على الارتداد إليه.
أضاف المسؤول المسيحي الهندي أنه في السادس من تشرين الأول أكتوبر الجاري أقدمت السلطات في إقليم ماو، الواقع بولاية أوتار براديش، على إطلاق سراح قسَّين بريئَين ينتميان إلى الكنيسة الخمسينية، مقابل دفع كفالة، بعد أن اتُهما زوراً بإجبار الهندوس على الارتداد إلى المسيحية. وأوضح أنه قبل يومي على ذلك التاريخ أقدمت مجموعات قومية هندوسية متطرفة على اقتحام منزل القس هريلال، حيث كان يرأس أمسية صلاة مع القس كاليشاران، وأقدم المهاجمون على التقاط صور فوتوغرافية ومقاطع فيديو للمسيحيين الحاضرين في المنزل.
وما لبثت أن حضرت الشرطة إلى المكان موجهة الاتهامات إلى القسّين اللذين تم توقيفهما على الفور. وتبعَهُما المتشددون لغاية مركز الشرطة مطلقين شعارات معادية للمسيحية. ومثل المتهمان أمام القاضي الذي أقدم على استجوابهما. وبعد جلسة المحاكمة أُدخل القسّان السجن، قبل الإفراج عنهما في السادس من هذا الشهر مقابل دفع كفالة.
وعبر السيد جورج عن دهشته إزاء انتهاك حرمة المنازل، مع أن هذا النوع من الهجمات التي تتعرض لها بيوت المؤمنين المسيحيين ليس مسألة جديدة، لافتا إلى أن التيارات الهندوسية المتشددة تتصرف غالبا كالعصابات وتراقب منازل الجماعات المسيحية، التي هي أقلية في المنطقة. وقال إن هؤلاء يقتحمون البيوت ويوجهون الاتهامات إلى المسيحيين الذين سرعان ما يُعتقلون وتوجّه إليهم عدة اتهامات في جرائم وجنح ينص عليها القانون الجنائي الهندي، مضيفا أن هذه المجموعات الهندوسية القومية تدعي أنها تسهر على تطبيق القانون لكنها في الواقع هي أول من ينتهكه.
وفي سياق حديثه لوكالة آسيا نيوز عن هذه التجاوزات، قال سجان جورج إنه في السابع والعشرين من شهر أيار مايو الفائت أقدمت مجموعة أخرى من المتطرفين الهندوس على ضرب قس بروتستنتي بطريقة وحشية، وذلك في إقليم ماو أيضا. وأُدخل المعتدى عليه المستشفى ليتلقى العلاج. وقد تعرض للضرب بعد أن اشتُبه بأنه يُجبر الهندوس على الارتداد إلى الدين المسيحي. وفي أواخر شهر كانون الثاني يناير من هذا العام أفرجت السلطات الهندية عن ثلاثة مواطنين مسيحيين بعد أن أمضوا أكثر من شهرين قيد الاعتقال. وهم القس أجاي كومار، ثلاثة وعشرون عاما، والقس أوم براكاش، عشرون عاما، ومؤمن في عقده السادس يُدعى كابيل ديف رام. وقد وُجهت إليهم زورا تهمة الارتداد القسري. يشار هنا إلى أن ولاية أوتار براديش التي تعد حوالي مائتي مليون نسمة، تحتل المرتبة الأولى منذ حيث حوادث الاعتداءات التي تحمل طابعاً دينيا وعرقيا لاسيما ضد المسيحيين. يرأس الولاية أحد الزعماء الروحيين الهندوس، يُعرف بمواقفه المعادية للمسيحيين وباقي الأقليات الدينية.
المصدر : فاتيكان نيوز