لمناسبة إنعقاد الإجتماع عبر الإنترنت الذي نظمته ودعت إليه دائرة الخدمة البشرية المتكاملة من أجل التباحث في الأوضاع الإنسانية في سورية والعراق، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأمين العام لهيئة كاريتاس الدولية السيد ألويزوس جون الذي شارك في الأعمال مساء أمس الخميس، مقدما للمؤتمرين لمحة عن أبرز البرامج التي تنفذها الهيئة في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من أزمات عدة في طليعتها الصراعات المسلحة والانهيار الاقتصادي وجائحة كوفيد ١٩.
في سياق حديثه عن الإجتماع ، الذي افتُتح برسالة فيديو من البابا فرنسيس، والذي شهد مشاركة ممثلين عن زهاء خمسين منظمة خيرية كاثوليكية فضلا عن الأساقفة المحليين وعدد من السفراء البابويين في المنطقة، قال السيد ألويزوس جون إن الهدف الرئيس لهذا اللقاء يتمثل في تسليط الضوء على النشاطات الإعانية التي تُنفذ في كل من سورية والعراق، بالإضافة إلى تقديم شهادة لمعاناة السكان المحليين في وقت نستعد فيه للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، لافتا إلى أن الكنيسة الكاثوليكية بصورة عامة، وهيئة كاريتاس بنوع خاص، لا توفران جهدا من أجل مد يد العون وتلبية احتياجات السكان المحليين.
فيما يتعلق بالأوضاع في سورية قال الأمين العام لهيئة كاريتاس الدولية إن البلد يعاني من نقص في المواد الأولية، كالطعام والخدمات الصحية ومياه الشرب، وذلك بسبب الحرب الدائرة منذ قرابة العشر سنوات، ومما لا شك فيه أن المشكلة تزداد سوءا مع حلول فصل الشتاء.
وفي العراق لا يختلف الوضع كثيرا.
وأوضح أن الهيئة الخيرية الكاثوليكية أطلقت برامج ومبادرات طويلة الأمد تتضمن تنفيذ مشاريع تنموية تساعد سكان البلدين على العيش بكرامة.
وقال إنه في مدينة حلب السورية، على سبيل المثال، قام اثنا عشر شخصا ينتمون إلى هيئة كاريتاس بتوحيد الجهود، فأطلقوا مشروعاً مدته ثلاث سنوات، وتطلب رصد مبلغ يوازي أربعة ملايين يورو، ويرمي المشروع إلى مساعدة السكان عن طريق توفير الخدمات الضرورية، وإطلاق نشاطات تجارية توفر دخلا للمواطنين ولو كان زهيدا.
وأوضح أن مشاريع من هذا النوع تُنفذ في سورية منذ فترة، في وقت ما تزال فيه نسبة كبيرة من سكان العراق تعاني من الفقر وقد تطلب الأمر إطلاق مبادرات مشتركة بين البلدين الجارين.
في رد على سؤال حول الأوضاع الراهنة في سورية قال السيد ألويزوس جون إن البلد العربي يعاني اليوم على ثلاثة أصعدة: أولا هناك الحرب وأعمال العنف التي لا تعرف وقفة في سورية منذ العام ٢٠١١ وهذا الأمر جعل المواطنين يعيشون حالة من الخوف المستمر، وقد حمل أيضا جزءا كبيرا من السوريين على مغادرة البلاد.
أما المشكلة الثانية فتكمن في الأوضاع الاقتصادية المتردية بسبب العقوبات المفروضة على سورية، وهذا الأمر حرم المواطنين من المستلزمات الضرورية من أجل البقاء على قيد الحياة، خصوصا مع تدني الرواتب وعدم توفر السيولة.
وثالثا هناك جائحة كوفيد ١٩ مع ما حملت معها من مشاكل وأزمات على الأصعدة كافة، وقد زاد الفيروس من معاناة المواطنين الذين يواجهون مشاكل كبيرة.
في سياق حديثه عن النشاطات الإنسانية التي قامت بها لغاية اليوم المنظمات والهيئات الكاثوليكية المتواجدة في سورية والعراق قال الأمين العام لهيئة كاريتاس الدولية إن هذه الأخيرة تعمل بالتنسيق مع أعضائها المتواجدين على الأرض.
وأوضح أن هناك اثنين وعشرين شخصا من المنتسبين لكاريتاس الدولية في سورية، على سبيل المثال، هذا فضلا عن سبعة أشخاص آخرين يقيمون في لبنان ويتابعون الوضع عن كثب.
هذا بالإضافة طبعا إلى وجود هيئات ومنظمات كاثوليكية أخرى ناشطة في البلدين.
وتقوم الكنيسة بتنسيق مشاريع تلك المنظمات.
ولم يخف السيد جون وجود صعوبات تواجه النشاط الإنساني، بدءا من العقوبات التي تشكل عائقا يحول غالبا دون مساعدة الناس إذ من الصعب مثلا أن تُنقل الأموال إلى سورية من أجل شراء السلع الضرورية.
من هذا المنطلق شدد المسؤول الكنسي على أهمية أن تُرفع العقوبات الأحادية الجانب من أجل التخفيف من معاناة السكان. وقال: لقد آن الأوان أن نُسمع صوتَنا.
في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني أوضح الأمين العام لكاريتاس الدولية أن الشرق الأوسط هو مهد المسيحيين، وبدأت المنطقة تفرغ من مسيحييها بعد كل ما جرى، ولفت إلى أن الهيئة لا تساعد المسيحيين وحسب، إنما تريد أن تُظهر لهم أن للكنيسة دورا هاما يمكن أن تلعبه، وميزتُها أنها حاضرة بشكل متشعب على الأرض من خلال رعاياها وهي موجودة إلى جانب الناس.
المصدر : فاتيكان نيوز