نددت منظمة أوكسفام غير الحكومية بالأوضاع الراهنة في اليمن، مشيرة إلى أن البلدان المانحة خفّضت المساعدات الإنسانية من أربعة مليارات دولار إلى مليار وستمائة مليون، مع العلم أن الحرب المستعرة في البلاد ولّدت أزمة إنسانية خطيرة، ومن بين الضحايا أكثر من مليوني طفل يهددهم خطر المجاعة.
يعاني اليمن اليوم من حرب منسيّة ومن أخطر أزمة إنسانية على الصعيد العالمي، وما زاد الطين بلة انتشار وباء كوفيد 19 على الصعيد العالمي ما أثّر على حجم المساعدات، التي من دونها قد لا يحصل ثمانون بالمائة من اليمنيين على وجبة طعام واحدة في اليوم. دقّت إذا منظمة أوكسفام ناقوس الخطر أمام التراجع الكبير في إسهامات الدول المانحة، لافتة إلى أنه خُصص معدل خمسة وعشرين سنتاً باليوم للشخص الواحد في وقت يعتمد فيه أكثر من أربعة وعشرين مليون يمني على هذه المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة.
للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السيد باولو بيتساتي، المسؤول عن أوكسفام إيطاليا، الذي أكد أننا نشهد اليوم أمراً غير مسبوق، موضحاً أن نصف سكان البلاد لن يحصلوا على المساعدات اللازمة إن لم ترفع الدول الواهبة حجم تبرعاتها. وعزا السبب إلى عدم اهتمام وسائل الإعلام بالأوضاع في اليمن، مشيرا إلى أن هذا البلد يشهد حربا بالنيابة بين إيران والمملكة العربية السعودية، وهو موجود ضمن لعبة أكبر منه بكثير والمواطنون الأبرياء هم من يدفعون الثمن.
وأكد بيتساتي بعدها أن الجماعة الدولية قطعت الكثير من الوعود خلال مؤتمر البلدان المانحة هذا العام، لكن هذا الأمر ليس كافياً، مشيرا – على سبيل المثال – إلى أن إيطاليا وعدت بزيادة مساعداتها بقيمة مائة وستين ألف يورو، لكن مبلغ خمسة ملايين والذي خصصته العام الفائت سمح بتنفيذ برامج لمدة شهرين فقط.
لم تخلُ كلمة المسؤول عن أوكسفام إيطاليا من الإشارة إلى النداءات العديدة التي أطلقها البابا فرنسيس من أجل اليمن، لاسيما الأطفال اليمنيين ضحايا هذه الحرب، كما أنه رفع الصلاة – في أكثر من مناسبة – على نية هذا البلد وأهله. وأضاف السيد بيتساتي أنه يوجد في اليمن أكثر من مليوني طفل يواجهون خطر المجاعة، لأنهم يفتقرون إلى وجبة طعام واحدة في اليوم، ويتناولون الطعام مرة كل يومين.
وتؤكد منظمة أوكسفام أن التراجع الكبير في حجم المساعدات الإنسانية سبب توقف الخدمات الأساسية التي تقدمها ثلاثمائة مؤسسة صحية، وهذا يشكل عاملا خطيراً في بلد حيث المستشفيات عرضة للانهيار، وحيث سُجلت أكثر من مائة وخسمين ألف إصابة بداء الكوليرا منذ بداية العام، فضلا عن آلاف الإصابات بفيروس كورونا المستجد في إحدى عشرة محافظة. ويرى العاملون الصحيون أن المعطيات الرسمية تتحدث عن ألفي إصابة وستمائة ضحية، لكن يُعتقد أن العدد الفعلي هو أعلى بكثير نظرا لقلة الفحوصات التي تُجرى للكشف عن الفيروس.
تجدرُ الإشارة هنا إلى أن البابا فرنسيس، وقبل تلاوته صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد الثامن والعشرين من حزيران يونيو المنصرم، تطرق إلى الأوضاع الراهنة في سورية ولبنان واليمن: فيما يتعلق بالأزمةاليمنية قال: أدعو للصلاة من أجل سكان اليمن وبشكل خاص من أجل الأطفال الذين يتألّمون بسبب هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة.
المصدر : فاتيكان نيوز