غالِباً ما يتكلَّم المبتدعون عن رموز ومفاتيح تسمح بولوج أسرار الألوهة وبلوغ الإنسان الكامل و "الوعي الكامل"، كما يحلو لهم تسميتها، خارجاً عن أيّ تعاليم للمسيح!
من هذه البدع العلوم الباطنيَّة الإيزوتيريك، وتيَّار العصر الجديد نيو إيدج، والبِدَع العقليَّة المنبثقة عن تيّار الفكر الجديد new thought movement.
إنَّ المفتاح الوحيد الَّذي يُشير إليه الربّ، لبلوغ القداسة هو التوبة القلبيَّة الَّتي تسمح بمعرفة ربَّنا وإلهنا يسوع المسيح.
فالموضوع إذن ليس له علاقة بكميَّة من المعارف البشريَّة مهما كانت سامية، أو بجهود بشريَّة مهما كانت جدِّيَّة، بل بِعمَل النِعمة الإلهيّة!
وهذه لا تُقاس ولا توزَن ولا يُمكِن تجربتها في المُختبر، لأنَّ النِّعمة تتخطّى كلّ ما هو طبيعيوهي كالزئبق لا يُمكن التحكُّم بِها أو معرفة مساراتها لأنَّ الروحَ يهبُّ حيث يشاء كما قال الربّ لنيقوديمس :
والنعمة تُعطي مجَّاناً وبوفرة ثمار الروح، فرحاً وحُبًّا وسلاماً، وهذه جميعها لا تُكتَسَب بالجهد البشريّ وحده بل تُوهَب لنا برحمة الله وبحسب مشيئته لتقديسنا !