لذلك لا تهتمّ للأمور الشكليَّة على أهمِّيتها بل إهتمّ بالأحرى أن تلتزم بالأسرار المُقدَّسة وخصوصاً أن تُواظب على المُناولة المتواترة، الَّتي بها تتغذّى روحاً وجسداً من أجل تقديس الجسد كلّه - الكنيسة وخلاص النفوس أعضاء الجسد الواحد!
أمّا لماذا ترك لنا الربُّ هذه الحقيقة الدائمة - جسده الإفخارستيّ ؟
لقد ترك لنا كلمته المسموعة، بشارته المُفرِحة أيّ الإنجيل، و لأنَّه أراد من فيض رحمته ووسع حكمته أن يُشركنا بناسوته ولاهوته معاً، كي يُخلِّصنا بِكُلِّيَّتنا جسداً وروحاً، "فما لم يؤخذ لم يخلص" كما يقول الآباء القدّيسون، لذلك تجسَّد الربُّ ولبس بشريَّتنا ما عدا الخطيئة، كي يُعيد خلقنا من جديد، ويبقى معنا روحاً إلهيًّا بنعمته، وجسداً ودماً حقيقيَّين نأكلهما ونشربهما، قوتاً لعدم الفساد وترياقاً شافياً لموتنا !