HTML مخصص
05 Sep
05Sep

قال لي الرجل السبعيني والغصَّة في صوته والدمعة في عينه :

قريتنا في الجبل تهجَّرنا منها قسراً في الحرب الأهليَّة، تركنا وراءنا حقول كرم وأشجاراً مُثمِرة ومبنى من طابقين، طابق لأخي وطابق لي...

عندما وصَلَنا إنذار بإخلاء القرية بسبب خطر المُهاجمين، خبّأتُ مبلغاً من المال إدَّخرته داخل حجر في حائط الجنينة، خوفاً من أن يُسرق منّي أثناء هربنا، وعلى أمل أن أعود يوماً فأسترجعه...

اليوم وبعد مرور حوالي الأربعين سنة لم نَعُد نهائيًّا إلى ضيعتنا بل إستقرَّينا في العاصمة، وقبل عدَّة سنوات تفقَّدتُ بيتنا المهجور والمال الَّذي أودعته فيه ولكنَّه لم يَعُد ذات قيمة بسبب تضخُّم الليرة وتراجع قيمتها...

لم أحزن على المال الضائع بل على الأهل والأقارب الَّذين قُتِلوا وعلى ذكريات جميلة مضت ولن تعود!

الأرزاق والأموال تُفنى وكلّ حيّ يموت، تبقى التوبة الأغلى وإلى الربّ نعود! 

المسيح قام حقًّا قام!


/جيزل فرح طربيه/

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.