HTML مخصص
- المدونة الروحيّة لعام ٢٠٢٤
- «إِخْلَعْ نَعْلَيْكَ مِنْ رِجْلَيْك، لأَنَّ ٱلمَكَانَ ٱلَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ فِيهِ هُوَ أَرْضٌ مُقَدَّسَة»
إخلع نعليك اللتان تلبسهما مخافة أن تجرحك حصاة وأشواك العالم، إخلع نعليك الَّتي تحتمي بهما كي تُعاين وسع رحمتي !
إخلع عنك كلّ ما يعطيك أماناً وإطمئناناً خارجاً عَنِّي، هذه كلُّها أوهام وضمانات زائفة، لأنَّك متى آمنت بي فادِياً ومُخلِّصاً، ملكتُ أنا وحدي على قلبِكَ وأدخلتُكَ أرضي المُقدَّسة حيث يثمر روحي ثماره الوافرة :
"مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ."
(غل ٥: ٢٢، ٢٣)
حين تطأ أرضي المُقدَّسة حيث لا محاباة للوجوه ولا كرامات بشريَّة، حيث لا كبرياء ولا محبَّة للذات، تُصبِحُ شريكاً في حياتي الإلهيَّة !
قد أبكتني دموع أمّك وتضرُّعات أمّي الطاهرة وشفاعات أبراري القدِّيسين!
يكفيك ذُلّاً يا بُنَي وعبوديَّة في أرض غربتك، قد ذقتَ مرارةً مُرَّة بعيداً عنِّي فأُدخُل إذاً راحتي وذُقْ حلاوة عشرتي.
إرتفع عن الأرضيَْات وإستمتع بالسماويَّات، كيف تتعرَّف عليَّ هناك، إن لم تعرفني منذُ الآن ها هنا؟؟
هلُمَّ وإخلع نعلَيك وألبس تواضعي، إغتسل بدموع التوبة كي تعاين أنوار مجدي !
إخلع نعليك يا بُنَيّ وتعال إلى قلبي.
"مَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ."
(إر ٣١: ٣)
هللويا !
/جيزل فرح طربيه/