رجل يشتغل في وظيفة متواضعة ، فوجئ يوماً بوالد زوجته يقول له :
"إتَّقِ الله يا فلان وإشتري لزوجتك بعض الخبز والجبن والفول ولا تكثر عليها اللحم فقد ملّت من أكل الفراخ واللحم والفاكهة".
يقول الرجل :
فتحتُ فمي ولم أدرِ ما أجاوب فلم أفهم ماذا قال وماذا يقصد حتّى قابلتُ زوجتي وسألتها فكانت المفاجأة الَّتي حرَّكت الأرض من تحت أقدامي.
لقد كانت زوجته كلَّما تذهب إلى أهلها ويقدِّمون لها اللحم والفراخ والفاكهة كانت تقول لا أريده فقد مللته ولا تأكل شيئاً منه وتقول أنّ زوجها لا يحرمها من شيء منه بل أنَّه أكثر عليها منه حتّى مللت من اللحم والفاكهة لكنَّها تشتهي الجبنة والفول وما شابهها فهو لا يحضره لها.
بينما الحقيقة أنَّها في بيت زوجها لم تكن ترى اللحم إلَّا في الشهر والشهرين مرّة وكان أغلب أكلها من الجبنة والفول والخبز ، فلم يكن الرجل يملك ما يسدّ جوعه ولا جوع زوجته لكن الزوجة الصالحة أرادت أن ترفع زوجها عند أهلها وتجعله كبيراً في أعينهم.
كانت تتحمَّل الجوع والحرمان ولا ترضى أن يعيِّره أحد بفقره وحاجته بل كانت تصبِّره وتشدّ من أزره وتذكِّره بموعود الله له إن صبر.
نعم، البيوت ليس أساسها الإسمنت أو الحجر .. بل المرأة الصالحة...