وما إن أطفأت النور حتَّى غمرت أشعَّة القمر جانباً من الحُجرة، نفذت إليها عبر زجاج النافذة.
إلّا أنَّ الصغيرة في هذه الليلة كانت قلقة غير قادرة على النوم.
سألت أمّها :
"هل القمر هو مصباح السماء؟"
أجابتها :
"نعم يا صغيرتي.. إنَّه كذلك."
عادت وسألتها :
"هل سيُطفئ الله مصباحه هذه الليلة ويذهب لينام؟"
فأجابتها الأمّ :
"كلّا ، مصابيح الله دائماً مضاءة".
بدت علامات الإرتياح على وجه الصغيرة ثُمَّ قالت بصوتٍ هادئ :
"سوف أنام الآن ، ليس هناك ما يخيفني .. الله ساهر هذه الليلة".
ما أكثر إحتياجنا إلى هذا الإيمان البسيط الَّذي يُبدِّد المخاوف ويُلاشي القلق.
ألم يَقُل لنا الوحي الصادق عن الله :
"حافِظُك، إنَّه لا ينعس ولا ينام".
تذكَّر دائماً أنَّ الله لن يغفل لحظة واحدة عن حمايتكَ.. ثِقْ في هذا، ولن يقدر شيء ما أن يؤذيك.. الله يحبُّك... يرعاك... أمورك الصغيرة كبيرة عنده وأمورك الكبيرة يهتمُّ بها.
لذلك "لا تَقُل يا الله عندي هم كبير بل قُل يا همّ عندي ربّ على كُلِّ شيءٍ قدير."