HTML مخصص
17 Mar
17Mar

بإسم الفن والخير والحق والجمال والحضارة، نطلب من وزير التربية والتعليم العالي ورئيس الجامعة اللبنانية، ومدير معهد الفنون الجملية - الفرع الثاني- فرن الشباك، المبادرة، ولو بعد إهمال طويل وعدم اكتراث من قبلنا نحن المعنيين، إلى إعطاء الأمر لإعادة إظهار الصليب على أعلى هذا المبنى المهيب الجميل، (كما هو ظاهر في الصورة) والذي كان يشتمل على كنيسة، ويعود تاريخ إنشائه إلى بداية القرن الماضي، وهو مستأجر من الدولة اللبنانية، ويتم تشغيله منذ اواسط سبعينات القرن الماضي كمعهد للفنون الجميلة التابع لجامعتنا الوطنية التي نعتز بها، وهو الذي تخرجتُ منه مهندساً العام ١٩٩٥، والذي يحافظ على أعلى مستوى أكاديمي بين جامعات لبنان، والمنافسة مستمرة في مجال الفنون الجميلة !

ونشكر الله على هذا القبس من النور التابع لدولتنا والذي "يفش" خلقنا، والفضل يعود إلى حسن الإدارة الحكيمة لهذا الفرع الثاني تحديداً، وبالتالي إلى الهيئة التعليمية التي تبذل قصارى جهودها لتعليم الطلاب الذين يتخرّج من بينهم، سنوياً، قوافل من المتفوقين الذين يعدون بمستقبل زاهر، يشرّف لبنان وشعبه، ويشاركون في الإعلاء من شأن جامعتنا الوطنية الحضارية التي تستحق وصفها بثكنة عسكريّة فنيّة تخرّج أفواج وأجيال محاربي الجهل والظلام والتخلّف، ينتمون إلى جيش العطاء والإبداع، أسلحتهم الفتّاكة: الإرادة الصلبة والطموح والفكر والأقلام والأوراق والألوان والمساطر والبيكار والممحاة والكاميرا والإزميل والأحجار والمعادن وكل مستلزمات الإنتاجات الفنية الإبداعيّة في كل الإختصاصات والمجالات، وكلّ وسائلها ووسائطها وموادّها المتنوعة والمواكِبة للعصر وتطوّره التكنولوجي... لمجد الفن !


لم يكترث أحد بهذه المخالفة (التي لم أنتبه إليها في الماضي، ولا ينتبه إليها اليوم كثرٌ من بني جنسنا !)، وهي التي تمسّ بمقدّساتنا، إذ تمّ إخفاء الصليب بشعار الجامعة الذي يحمل الأرزة اللبنانية، رمز لبناننا وعزتنا، وهي أرزة الرب المقدّسة الشامخة على قمم جبالنا وقلوبنا، ولكن نأبى أن يتم إخفاء صليب، مصنوع من الاسمنت، بأي مجسّم أو شعار، وهو الذي يحمل شخص يسوع الذي افتدى البشرية جمعاء على خشبة صليب الإعدام، أي الموت، ليصير خشبة خلاص بالقيامة المجيدة! وما أجمل صليبنا هذا، يعلو واجهة هذا المبنى التاريخيّ الحضاريّ المهيب، وحيث توجد كنيسة من دون مذبح (كما أسلفتُ) يتمّ استخدامها حالياً لعرض أعمال الطلاب، وما أجمل مزار أمّنا مريم العذراء الذي ما زال موجوداً في باحة الجامعة، حيث كنا نصلي أمام شخص العذراء مريم طالبين شفاعتها، والصلاة مستمرة من قبل المؤمنين طلاباً وغيرهم حتى يومنا هذا.


حتى ولو إن هذا المبنى مأجور من الدولة اللبنانية لصالح الجامعة اللبنانية، فهذا لا يبرّر المساس بصليبنا.. لا أقول هذا بتزمّت أو من خلفية تعصبية، بل من منطلق التشبث بمعتقدي والتمسك بايماني المسيحي وبرمز العمل الخلاصيّ لربنا وإلهنا وفادينا ومعلمنا وقائدنا الأوحد وتجذّراً بوطنيتي: الصليب !

الجدير بالذكر، إنّ هذا البناء الفرنسي الطراز والذي تملكه جمعية رهبانيّة "بنات سيدة الآلام" كان بيت راحة للعجزة، بناه الفرنسيون في مطلع القرن الماضي، وهو تحفة هندسية رائعة الجمال يستحق أن يكون متحفاً.. هذا مع حاجتنا إليه كمعهد للفنون الجميلة، كيف لا ونحن أهل الفن وحماته وعشاقه والعاملين في حقله الإبداعيّ، المبشرّين به !


أنتقدُ وأضعُ الحل، فأقترحُ تثبيت شعار الجامعة بطريقة فنية إستثنائية (ويشرّفني تقديم التصميم ذي الصلة)... وألفت حكومتنا إلى ضرورة إحاطة هذا الفرع بالدعم اللازم، وبرصد المبالغ المالية التي تؤمّن لهذا الفرع كلّ ما ينقصه خدمة للطلاب ومعلّميهم، وحفاظاً على المستوى العالي لهم... ولائحة المطالب والحاجات طويلة !


ما أكثر العاجزين فكرياً في لبنان خصوصاً بين السياسيين، ولا يسعنا إلا أن نطلب من الله أن يلهمهم ليتوبوا ويصوّبوا مسارهم، ويثمروا ثماراً إنسانيّة وطنيّة طيّبة، وقد سئمنا سوء ادائهم وقرفنا من فسادهم !!!



/سيمون حبيب صفير/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.