نحن لا نتأمَّل الفراغ والعدم، حواسنا مُعطَّلة وإدراكنا مُخَدَّر، في مستوى من الوعي المُعدَّل، من دون شعور وإحساس!
نحنُ نتأمَّل تأمُّل الدهشة وحواسنا مُعلَّقة بين الأرض والسماء، يخفق قلبنا عشقاً لإله حيّ، تألَّمَ وقُبِرَ وقامَ وصَعِدَ إلى السماء!
نحن نتأمَّل بوعينا الكامل ثالوثاً قدّوساً إلهاً شخصِيًّا، وليس طاقة كونيَّة مخلوقة مُبهمة ولاشخصيَّة!
نحنُ نتأمل تأمَّل التواضع والإنسحاق فينزل إلينا روح الله ليسكن فينا، ولا نبذل بسبب كبريائنا جُهداً عبثِيًّا لنصعد إليه ونحن عاجزين!
نحن نتأمَّل عظمة إلهنا ملكنا، نتأمَّل وسع رحمته و جمال خلائقه لنُمَجِّد إسمه، نتأمَّل فيضَ بركاته لنشكره، ونترجّى منذُ الآن الشركة في حياته الإلهيَّة وعطيَّة ملكوته الأبديّ !
نحن نتأمَّل لنُعاين وجه الحبيبذاك الَّذي أحبَّنا منذُ الأزل، الَّذي مِن أجلِنا بذَل إبنهُ الوحيد وأرسل روحه ليُعزِّيَنا ويُرشِدَنا!
نحنُ نتأمَّل تأمُّل القدِّيسين في حديثٍ يطولُ مملوءاً حُبًّا وبهجةً وفرحاً وحنيناً مع عريس نفوسنا !