توزيع كتاب البطريرك القدّيس يوحنّا مارون مؤسِّس الطائفة المارونيَّة.. هديّةً من بكركي
توزيع كتاب البطريرك القدّيس يوحنّا مارون مؤسِّس الطائفة المارونيَّة.. هديّةً من بكركي
03 Mar
03Mar
نشكر الرّهبنة اللبنانيّة المريميّة على إصدارها فيلم وثائقي قصير يعطينا نبذة عن سيرة حياة بطريركنا القدّيس يوحنّا مارون.
إلّا أنّني أقترحُ أن يتمّ قراءة النّص المرفق مع الفيديو، فلا يقتصر السّرد على الكتابة، بانتظار أن يتم التحضير لإنجاز فيلم وثائقي طويل عن بطريركنا الأوّل، ويكون هدفنا الأوّل تحقيق مشيئة قائدنا الأوّل يسوع المسيح سيّد التاريخ، ربّ الأرباب وملك الملوك !
كما أقترح أن يتمّ نشر كتاب يجمع تأمّلات وخواطر بطريركنا القدّيس هذا، بطل المسيح، شفيعنا ومُلهمنا ومؤسّس طائفتنا، هي التي يُحكى عنها ونجهلها نحن العامّة، وبالتالي توزيع نسخ عن هذا الكتاب مجاناً على كلّ أبناء الأمّة المارونيّة وغيرهم من طالبي المعرفة والعِلم في الوطن والمهجر، فلا يخلو منها أيّ بيت ومدرسة وجامعة وجمعيّة ومركز عمل وأي مكان يخصّ الموارنة تحديداً، وتكون في متناول كائن من كان من الباحثين عن نور المسيح مخلّص البشريّة جمعاء التي افتداها بدمه الذي ارتضى أن يبذله على الصليب، لغفران الخطايا، وفتح لنا الباب إلى الحياة الأبدية بقيامته المجيدة، إذ انتصر على الموت، وهكذا مدّ لنا الصّليب جسراً يَصِلُ الأرض بالسماء، وهي بيت الآب، هذا البيت الذي يكلّمنا عنه يسوع في إنجيله بقوله: "في بيت أبي مساكن كثيرة".. إلا أنّ السُّكنى مع الله في ملكوته، لا يتمتّع بها السّاعي إليها إلا بعد طول جهاد ههنا على الأرض، والرب يسوع له المجد، الذي شاركنا بمجده، إذ أشركنا بكهنوته الملوكيّ، أعطانا سلطاناً أن نصنع المعجزات باسمه وبقوّة روحه القدّوس.. فهل نعي مجد هذا السّلطان الممنوح لنا من فوق ؟!
محبّتي التي أطيعها تدعوني لكي أضعَ هذا الاقتراح في عهدة رأس كنيستنا المارونيّة البطريرك بشارة الرّاعي، سليل بطاركتنا الأبطال، وهو البطريرك السابع والسبعون، ليبادر، مشكوراً، إلى طبع آلاف النسخ من الكتاب الذي يجب أن ننهل منه ونتغذّى من روحانيّة بطريركنا الأوّل الذي غادر كوكبنا في ٢ آذار سنة ٧٠٧، ونتأمّل بسيرة حياته وفضائله وكلماته المبنيّة على كلمة الإنجيل المقدّس.. كلمة الحياة !
إنتقل هذا القدّيس الزاهد إلى الوطن السّموي سنة ٧٠٧، وما أجمل هذا التاريخ الذي يحمل الرّقم ٧ مرّتين، وهو علامة النّصر والظفر !
هنيئاً لقدّيسنا يوحنا مارون إكليل المجد الذي ناله من يد المسيح بعد أن جاهد الجهاد الحسن، وهنيئاً لنا كنيستنا سفينة الخلاص، وهنيئاً لنا بطريركيتنا المارونية الانطاكية التي استحق سيّدها عن جدارة أن يعطى مجد لبنان، هذا الوطن الذي يفاخر بأرزة الرب التي تتوسط علمه، رمزاً مقدّساً له.. على أمل أن نعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا كموارنة للحفاظ على لبنان، وعلى هذا المجد، ونلتزم الخط المسيحي الماروني الخلقيدوني، ونرتقي بسلوكنا إلى مستوى عطاءات وتضحيات أسلافنا، ونلتقي بمحبتنا في حضن كنيستنا الأم التي نخدمها وتخدمنا، ونكون الوكلاء الأمناء على رسالتنا الإنسانية ودورنا الحضاري في الشرق والعالم !
نعم، يجب أن نرتقي ونلتقي.. ونصنع المعجزات بمحبّتنا.. وإلا عبثاً نحاول، وننظّر، ونعظ ونخطب على المذابح والمنابر، إذ علينا أن نكون المنائر وسط ظلام العالم، كيف لا وقد مجّدنا الرّب يسوع بقوله لنا: أنتم نور العالم ! وأضاف: أنتم ملح الأرض !
فليسأل كلُّ واحد منّا نفسه: هل أنا حقاً نور العالم وهل أنا حقاً ملح الأرض ؟!
وليستطرد كلٌّ منّا بطرح هذا السؤال على ضميره: هل أنا كعلماني وكمكرّس إنجيل حيّ ؟! كيف ؟!
وليسأل أيضاً: هل أنا كلبنانيّ مسيحيّ ماروني، في أي موقع كنت، ولا سيّما في مواقع السلطات الرّوحيّة والمدنيّة والسياسيّة، على مستوى مجد لبنان الذي أعطي لبطريركنا ؟!
لنقرأ التاريخ، ونستنطقه.. لنتّعِظ، ونصوّب المسار قبل فوات الأوان.. حيث لا الندم ينفعنا ولا التَّحسُّر ولا التباكي !!!
بانتظار أن نبدأ بتصفّح كتاب بطريركنا الأول يوحنّا مارون الذي تقدّمه إلينا بكركي، مرجعنا وملاذنا، كهديّة ثمينة نضعها إلى جانب كتاب الإنجيل المقدّس، هدية السماء الأقدس والأسمى للبشرية جمعاء، وهي كنزنا الحقيقي الأوحد والأبقى.. و"حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك" !!!
ونطلب شفاعة أبينا القديس يوحنا مارون لينصرنا وينصر لبناننا على أعدائنا المنظورين وغير المنظورين، طالبين إلى الله خاضعين، خاشعين ومستغفرين، أن يزدنا إيماناً بكلمته المحيية، ورسوخاً بأرضنا الخصبة، وتمسّكاً بتراثنا المجيد، ونعمل معاً لمجد الله والكنيسة، ولمجد لبنان الذي يجب أن نثابر ونجاهد لكي نستحقّه ونصونه من شرور المتآمرين عليه ودنس الطامعين به لتغيير هويته، ونهزمهم بقوّة صليبه الظّافِر ودمه الطّاهِر !