HTML مخصص
ما هو الجهل المقصود في الوحي الإلهي؟ هل هو عدم إكتساب المعارف الإنسانيَّة؟
بالطبع لا، فالجهل المقصود له معانٍ أخرى منها :
- الجهل هو الإلحاد وإنكار وجود الله ليس بسبب البراهين الَّتي لدى الملحد بعدم وجود الله، بل ليكون لديه حجَّة ليبرِّر فساده وإنغماسه في الشهوات!
"قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: «لَيْسَ إِلهٌ». فَسَدُوا وَرَجِسُوا بِأَفْعَالِهِمْ. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا."
(مز ١٤: ١)
- الجهل هو عدم قبول مشيئة الله في حياتنا، كما فعلت إمرأة أيّوب فَقَالَ لَهَا أيّوب :
«تَتَكَلَّمِينَ كَلاَمًا كَإِحْدَى الْجَاهِلاَتِ! أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟».
(أي ٢: ١٠)
- الجاهل هو الَّذي ليس عنده مخافة الربّ :
«مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ، أَمَّا الْجَاهِلُونَ فَيَحْتَقِرُونَ الْحِكْمَةَ وَالأَدَبَ.»
(أم ١: ٧)
- هو المُستهزئ و الَّذي لا يقبل المشورة :
«فِعْلُ الرَّذِيلَةِ عِنْدَ الْجَاهِلِ كَالضِّحْكِ، أَمَّا الْحِكْمَةُ فَلِذِي فَهْمٍ.»
(ام ١٠: ٢٣)
«طَرِيقُ الْجَاهِلِ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيْهِ، أَمَّا سَامِعُ الْمَشُورَةِ فَهُوَ حَكِيمٌ.»
(ام ١٢: ١٥)
- هو المُخاصم والغضوب والَّذي يدعو بالسوء على غيره :
«شَفَتَا الْجَاهِلِ تُدَاخِلاَنِ فِي الْخُصُومَةِ، وَفَمُهُ يَدْعُو بِضَرَبَاتٍ.»
(ام ١٨: ٦)
ما هو السبب الأساسي ؟؟
إنَّ سبب الجهل الأساسي هو قساوة القلب :
«إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ.»
(أف ٤: ١٨)
أمَّا العذارى الجاهلات فهُنَّ مَن أهملنَ زيت الرحمة وعملنَ بمشيئتهُنَّ الخاصَّة وسقطنَ في الإهمال والتهاون!
ربّي لا تجعلني كالعذارى الجاهلات، بل أسندني بروحك القدّوس كالعذارى الحكيمات، فأسلُك دائماً بحسب مشيئتك وأطيع وصاياك!
/جيزل فرح طربيه/