قِيلَ أنَّ أحد أبطال سباق سرعة السيَّارات، أرجنتيني الجنسيَّة، نال بطولة العالم وكان يقدر أن يسير بسرعة تبلغ ١٥٠ ميلًا في السَّاعة، وقد ربح كلّ جوائز السباقات العالميَّة في طُرُق أوربّا في ذلك الحين.
إمتاز هذا البطل بحذره الشديد وحبِّه للغير... فكان إذا ما سار في الطرق السريعة highways يخرج أحيانًا بعض الشباب يندفعون بسيَّاراتهم بجواره لعلَّهم يلحقون به وهم في غيظٍ شديد.
وكان في مقدوره أن يُسرِع حتَّى يُحسَبون كمن هم واقفين في أماكنهم، أمَّا هو فلم يكن يستخدم مهارته الفائقة في السباق معهم، بل كثيرًا ما إذا رأى بعضهم يريدون أن يسبقونه يهدئ من سرعته ويتركهم يعبرون.
لم يكن يشبع كبرياءه بل يقدِّم نفسه مثلًا للحبّ وحسن إستخدام الحريَّة.
كأنَّه يقول لهؤلاء الشبَّان :
"إنَّكم تتسابقون ببطءٍ.
إنَّكم لا تستطيعون أن تسرعوا مثلي، فإنِّي أستطيع أن أُغَيِّر مسير العربة في عُشر ثانية دون أن يصيبني أذى.
لكنَّكم إن أردتم أن تتمثَّلوا بي تقتلون أنفسكم.
إنِّي أترفَّقُ بكم ولا أدخل معكم في سباق يهلككم!"
عزيزي القارئ...
هذه هي الحريَّة الَّتي يليق بالمؤمن أن يمارسها، إنَّه لا يستخدمها لإشباع الأنا ego، إنَّما يهتمُّ بما لأخوته.
إنَّه يمارس سباقًا لا في إبراز تفوُّقه ومهارته بل في حبِّه العظيم نحو أخوته.