HTML مخصص
21 Jun
21Jun

تحكي إحدى البنات :

عندما كنتُ صغيرة مددتُ يدي يومًا في جيب أبي وسرقتُ منه نقودًا، وفى أوَّل مرَّة لم يشعر بما حدث، وَلمّا تكرَّرت منّي السرقة شعر أبي بما يحدث، فحاول جاهدًا أن يعرف من السارق بين أبنائه، فجمعنا بين يديه وأخبرنا أنَّ هناك سارقًا بيننا يمدُّ يده في جيبه، وطبعاً أنكر الجميع وأنا معهم، وكانت المفاجأة أنَّ أبي قابل إنكار الجميع بأن قال :

أنا أصدِّقكم، لكن هناك مَن يمدُّ يده في جيبي وقد تأكَّدتُ من ذلك أكثر من مرَّة، لكنَّني لا أريد أنا أعرف من هو حتّى لا احرجه، فأنا أحبّكم جميعاً وأخاف أن يكون واحدًا منكم محرجًا بين أخواته ووالديه، إنَّ أبي لما يشغل نفسه بمعرفة السارق، لكنَّه أوصل رسالة تقول :

(أنا أحبّك، فكيف يسرق المحبّ من حبيبه، أنا أخاف على صورتك وأحترم مشاعرك، فكيف لا تحترم مشاعري ولا تخاف على نقودي ونقودك؟)


بعد أيَّام جمعنا أبي مرَّة أخرى، فشككتُ أنَّه عرف من السارق، لكنّي فوجِئتُ بأبي يقول :

لقد فكَّرتُ كثيراً في حال من يمدّ يده في جيبي، وقرَّرتُ أن أزيد له المصروف حتّى لا يرتكب ذنب السرقة مرَّة أخرى، ولأنَّني لا أحبّ أن أعرف من هو حتّى لا تهتزّ صورته أمامي، فقد قرَّرتُ أن أزيد المصروف لكم جميعًا.

لقد قرَّر أبي أن يزيد مصروف أبنائه جميعًا وأنا طبعاً من بينهم، وكان لهذا التصرُّف النبيل أثر كبير في قلبي، فكم إختليتُ بنفسي وبكيتُ على ما فعلته بهذا الأب الكريم، كيف أمدُّ يدي في جيبه فيردُّ هو على هذا الفعل الآثم بمكافأتي مع إخوتي؟

كيف أسرق مِمَّن يحرص على ستري ولم يحرص على فضيحتي؟

لذلك قرَّرتُ من يومها ألّا أخون أبي ثانية، وعزمتُ على ألّا أعود للسرقة مرَّة ثانية، بل إنَّني فكَّرتُ كثيراً في كيفيَّة ردّ ما أخذته منه، كان هذا بسبب عطفه وحكمته ورفقه بنا، وأظنُّ أنَّه لو فعل العكس وصمَّم على معرفة السارق وضربنا وأهاننا فرُبَّما كان قد صنع منّي لصًّا دون أن يشعر.



#خبريّة وعبرة
خدّام الربّ ®

Taxi Pro Max ads

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.