HTML مخصص
كم هي الحياة هشَّة، كعشب الحقل، كعصف الريح، يكون اليوم ولا يكون غداً ! لذلك قال كاتب سفر الجامعة : "رَأَيْتُ كُلَّ الأَعْمَالِ الَّتِي عُمِلَتْ تَحْتَ الشَّمْسِ فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ." (جا ١: ١٤) فكلّ أتعابنا وجهودنا عبثيَّة في تقويم إعوجاجات أخوتنا وإصلاح ما فسد في عالمنا فجمهوريَّة أفلاطون تبقى حُلُماً يستحيل تحقيقه بين البشر : "فاَلأَعْوَجُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُقَوَّمَ، وَالنَّقْصُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُجْبَرَ." (جا ١: ١٥) أمَّا السعي وراء النجاحات والمعارف الدنيويَّة من أجل تحقيق نوع من الكمال الشخصيّ، فأمر فارغ لا يُشبِع قلب الإنسان بل هو مولد للأحزان والهموم، يقول الحكيم : "وَجَّهْتُ قَلْبِي لِمَعْرِفَةِ الْحِكْمَةِ وَلِمَعْرِفَةِ الْحَمَاقَةِ وَالْجَهْلِ، فَعَرَفْتُ أَنَّ هذَا أَيْضًا قَبْضُ الرِّيحِ. لأَنَّ فِي كَثْرَةِ الْحِكْمَةِ كَثْرَةُ الْغَمِّ، وَالَّذِي يَزِيدُ عِلْمًا يَزِيدُ حُزْنًا." (جا ١: ١٧، ١٨) لذلك ما نفع أن نكون معروفين عند الناس؟؟ يكفي أن نُحِبّ الربّ لنكون معروفين عنده! "وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُحِبُّ اللهَ، فَهذَا مَعْرُوفٌ عِنْدَهُ." (١ كو ٨: ٣) يا فرحي! /جيزل فرح طربيه/