قالت لمار شربل : "حتّى إنت ما بالك فيّي، ضيعان هالمشوار، خاب أملي" - - وهذا ما حصل عندما وقفت أمام المرآة!
قالت لمار شربل : "حتّى إنت ما بالك فيّي، ضيعان هالمشوار، خاب أملي" - - وهذا ما حصل عندما وقفت أمام المرآة!
03 Feb
03Feb
ماريا إبنة الـ ٢٥ عاماً، مهندسة معمارية وأديبة من جزين، كانت تعاني من أوجاع وشعور بالحريق في عينيها منذ ثلاثة أشهر، فإعتقدت أنّه من ضغط العمل نتيجة القيام بمشروع هندسي وأنّ ألمها سيزول حين تنتهي من المشروع ويخفّ ضغط العمل عنها.
لكنّ ماريا لم تكن تعلم أنّ وضعها سيتدهور مع مرور الوقت وأنّ ورماً بدأ الظهور والإنتشار بالإضافة إلى شعور بحريق وأصبحت تدريجاً لا تستطيع العمل على الحاسوب والذي هو أساس عملها، ولا القراءة لمدّة طويلة، فقصدت أحد الأطباء فكشف عليها وأبلغها أنَّها تعاني من فيروس keratite a adenovirus الَّذي يحتاج علاجه أربعة أشهر حتّى تشعر بالتحسُّن، ووصفَ لها حينها دواءً، لكنّه لم يحقِّق النتيجة المرجُوَّة، الأمر الَّذي دفعها إلى التوقُّف عن العمل نهائياً.
وفي هذا الإطار، قال الراهب اللبناني الماروني الأب حنا إسكندر، الذي كان على تواصل مع الحلو بعدما قرأت عن عجيبة للقديس شربل كان قد نشرها في صفحته على «الفايسبوك» وتأثرت بها، ما دفعها إلى طلب الشفاء من مار شربل :
«منذ ثلاثة أسابيع جلست ماريا مع شقيقها على الغداء وهو أمر نادر بينهما نظراً لغيابه الدائم في العمل، وأخبرها عن سخاء مار شربل إستناداً إلى ما قالوه في نشرة الأخبار، وقال لها : «دعاه الربّ للتنسك وقبل من كل قلبه ولكنه لو إستطاع أن يكون مع جميع الناس ويساعد من كثرة محبته لم يكن ليرفض، لذلك منحه الله هديَّة بعدما ذهب إليه ولم يترك اأداً إلاّ وساعده».
وأشار إسكندر إلى أنّ «صديقة لماريا إتصلت بها بعد مرور سنتين ودعتها إلى العشاء فلبَّت الدعوة، وقُبَيل ذهابها فتحت «الفايسبوك» وقرأت عن العجيبة الَّتي كنت قد كتبتها عن الشاب كلود مسوح الَّذي شفاه مار شربل بعدما تعرّض للعمى بسبب الأشعّة ما فوق البنفسجية، فتحمّست وراحت تبحث في المنزل عن زيت من الدير لكنّ محاولاتها فشلت حتّى قرَّرت الذهاب في عطلة نهاية الأسبوع إلى ضريح مار شربل».
ولفت إلى «أنّها إتفقت مع والدتها على الذهاب يوم الأحد للقدّاس والزيارة، حيث قدست وزارت القبر».
وأضاف إسكندر أنَّ «ماريا قالت له إنها منذ نحو ٦ أعوام قدَّمت عينيها للربّ، لذا في الصلاة على القبر قالت لمار شربل ويسوع أنّ عينيها لهما وطلبت منهما أن يعملا ما يشاءان فيهما، فوضعت زيتاً بشكل إشارة الصليب على عينيها وصلّت مسبحة الرحمة الإلهيّة والورديّة وبعد كلّ بيت كانت تقول :
«يا مار شربل أطلب من المحبوبين عقلبك اللي عم صليلن أنو تجي تشفيني»
وكانت تفكّر بأنّها لن تستسلم خصوصاً وأنّ إيمانها قادها الى القول لعدد من الأشخاص إنّها ستذهب لتشفى وعادت إلى المنزل في الوضع نفسه ونامت».
وتابعت ماريا في سردها قصتها لإسكندر قائلة :
«إستيقظتُ في اليوم التالي وإكتشفتُ أنَّ عينيَّ لا تزالان ثقيلتين كالباكي بشدّة، كما كانتا قبلاً.
فحزنتُ جداً، ولا سيما أنّ سلسلة من الأشياء السيئة كانت قد حصلت لي وقلت لمار شربل بعتب :
«حتى إنت ما بالك فيّي، ضيعان هالمشوار، خاب أملي، وأحسستُ بحريق في قلبي من الحزن».
مار شربل هو الَّذي تفوق نعمه الطبيعة، وكرمه لامتناهي، لم يمضِ النهار على ماريا حتَّى لاحظت عند وقوفها أمام المرآة أنّ ليس هناك «لا ألم ولا حريق ولا ثقل وانّ عينيها قد شفيتا».
و قالت الحلو :
«انا لا أركِّز على العجائب في حدِّ ذاتها وإنَّما على مسيرة الصلاة في حياتي الَّتي علمتني طريقة الصلاة وطلب النعمة، إذ إنّ العجيبة هي نتيجة الإيمان».
ورأى إسكندر «أنّ ما حصل لماريا هو دعوة للعودة إلى عالم الله الموجود والذي تفوّق على الطب»، لافتاً إلى أنَّ «الدليل هو طبيبها المعالج الذي فوجئ بعد رؤيتها وأكَّد لها أنَّ ما حصل معها ليس طبيعياً».