HTML مخصص
01 Apr
01Apr

جمعت أولادها ووقفت تُصلِّي معهم.. لم يُصلُّوا من قبل كما في تلك الليلة.. ليلتها خرجت الأنَّات من قلوبهم بحرقة بالغة ودموع كثيرة.. كانوا حقًّا أمام خطر محدق بهم.. لم يكن الأمر مجرَّد كلمات مخيفة سمعوها.. لقد لاحت في الأفق جيوش نابليون، وما هي إلّا ساعات ويُدمِّر بيتهم، وقد تنتهي حياتهم على أيدي الجنود الَّذين تحجَّرت قلوبهم بسبب حروبهم الكثيرة.


لكن ألا يوجد إله يحمي الضُعفاء من بطش ذَوي القلوب القاسية؟


نعم يوجد، وهذا الإله الحنون كان بالفعل في قلب المرأة الضعيفة.


لا لم تكُن ضعيفة، هذا كان فقط بحسب الظاهر، حقًّا لم يكن لها زوج يزود عنها لكن كان لها ما هو أقوى وأعظم!!

كان لها الإيمان.


فقد كانت لها علاقة حيَّة مع الربّ.. وكانت على دراية بوعوده العظيمة المُتعلِّقة بالحماية..

"إن نزل عليَّ جيشٌ لا يخاف قلبي. إن قامت عليَّ حربٌ ففي ذلك أنا مطمئن"
(مز ٣:٢٧)


ركعت على ركبتَيها.. عبَّرت عن ثقتها في أمانته.. صلَّت بإيمان :

"يا ربّ أُعظِّمُكَ لأجل أمانتك.. ستُحقِّق وعودكَ معي.. أَقِم حول بيتي سورًا يحميه".


تساءل أولادها ماذا تعني أمّنا بهذه الكلمات؟

في الصباح عرفوا الإجابة، في الليل هبَّت ريح شديدة وعواصف ثلجيَّة عديدة وتراكمت تلال الثلوج حول المنزل.. ومرَّ الجنود وعبروا دون أن يروا البيت.

كانت إمرأة عظيمة.. عرفت كيف تنجو بالإيمان.


وأنت كذلك تستطيع أن تكون مثلها، وعندئذٍ ستجلس على قمَّة العالم، لا تخاف شيئًا.


"حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ"

(رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس ٦: ١٦)




#خبريّة وعبرة
خدّام الربّ ®

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.