جمعت أولادها ووقفت تُصلِّي معهم.. لم يُصلُّوا من قبل كما في تلك الليلة.. ليلتها خرجت الأنَّات من قلوبهم بحرقة بالغة ودموع كثيرة.. كانوا حقًّا أمام خطر محدق بهم.. لم يكن الأمر مجرَّد كلمات مخيفة سمعوها.. لقد لاحت في الأفق جيوش نابليون، وما هي إلّا ساعات ويُدمِّر بيتهم، وقد تنتهي حياتهم على أيدي الجنود الَّذين تحجَّرت قلوبهم بسبب حروبهم الكثيرة.
لكن ألا يوجد إله يحمي الضُعفاء من بطش ذَوي القلوب القاسية؟
نعم يوجد، وهذا الإله الحنون كان بالفعل في قلب المرأة الضعيفة.
لا لم تكُن ضعيفة، هذا كان فقط بحسب الظاهر، حقًّا لم يكن لها زوج يزود عنها لكن كان لها ما هو أقوى وأعظم!!
كان لها الإيمان.
فقد كانت لها علاقة حيَّة مع الربّ.. وكانت على دراية بوعوده العظيمة المُتعلِّقة بالحماية..
"إن نزل عليَّ جيشٌ لا يخاف قلبي. إن قامت عليَّ حربٌ ففي ذلك أنا مطمئن" (مز ٣:٢٧)
ركعت على ركبتَيها.. عبَّرت عن ثقتها في أمانته.. صلَّت بإيمان :