يُحكى أنَّه حدثت مجاعة في إحدى الممالك فطلب ملكها من أهل مملكته طلباً غريباً في محاولة منه لمواجهة خطر القحط والجوع.
فأخبرهم بأنَّه سيضع قِدراً كبيراً في وسط ساحة قصره.
وأنَّ على كلّ رجل وإمرأة أن يضع في القِدر كوباً من اللبن، بشرط أن يضع كلّ واحد كوبه لوحده من غير أن يشاهده أحد.
فأسرع الناس لتلبية طلب الملك، كلّ منهم تخفّى بالليل وسكب ما في الكوب الّذي يخصّه.
وفي الصباح فتح الملك القدر، وإذا به يرى بداخل القدر وقد إمتلأ بالماء!!!
فسأل متعجِّباً أين اللبن؟!
ولماذا وضع كلّ واحد من أبناء مملكتي الماء بدلاً من اللبن؟
وتبيَّن بأنّ كلّ واحد من أبناء مملكته قال في نفسه :
- إنَّ وضعي لكوب واحد من الماء لن يؤثِّر على كميَّة اللبن الكبيرة الَّتي سيضعها أهل المملكة.
وتبيَّن بأنَّ كلّ واحد منهم قد إعتمد على غيره وكلّ منهم فكَّر بالطريقة نفسها الَّتي فكَّر بها الجميع، وظنَّ أنَّه هو الوحيد الَّذي سكب ماءً بدلاً من اللبن والنتيجة التي حدثت.. أنَّ الجوعَ عمَّ هذه المملكة ومات الكثيرون منهم ولم يجدوا ما يعينهم وقت الأزمات، بسبب عدم إخلاصهم.
قارئي العزيز : العِــبرة
- عندما لا تتَّقن عملك جيِّداً بحجَّة أنَّه لن يظهر وسط الأعمال الكثيرة الَّتي سيقوم بها غيرك من الناس، فكأنَّك تكون تملأ الأكواب بالماء...
- وعندما لا تخلص نيَّتك في عمل تعمله، ظنًّا منك أنَّ كلّ الآخرين قد أخلصوا نيَّتهم وأنَّ ذلك لن يؤثِّر، فكأنَّك تكون تملأ الأكواب بالماء...
- وعندما تحرم الفقراء والمحتاجين من مالك ظنًّا منك أنَّ غيرك سيتكفَّل بهم فكأنَّك تكون تملأ الأكواب بالماء...
لذا....
إبدأ من اليوم عملك بإخلاص، مهما كان هذا العمل، و ذلك بأن تملأ الأكواب لبناً بدلاً من الماء.