طوبى لكِ يا فتاة الناصرة، أيَّتها البتول العذراء أمّ النور، جئناكِ نُهنِّئكِ بولادة إبنكِ، الَْذي حملتِه في أحشائكِ تسعة شهور، فولدتِ القديم الأيّام الَّذي هو قبل الدهور!

طوبى لكِ، كلُّ الأجيالِ  تُطَوِّبُكِ، وأنتِ تحملين بين ذراعيكِ الطفل الأبهى جمالاً بين البشر الَّذي أدهش الملائكة وإستحت النيرات الشمس والقمر !

جئناكِ يدلّنا نجمٌ في السماء وقف فوق مغارة تأوي إليها الحمير والماعز وترعى فيها الأبقار والأغنام، فوجدنا طفلاً نائماً مُقمَّطاً في مزود حقير  للبهائم، عرفنا أنَّه ملك الملوك، من سبط يهوذا من نسل داود، فسجدنا له خاشعين! 


جئناه حاملين الهدايا: ذهباً وبخّوراً ومُرًّا، ذهباً لأنَّه ملكنا، بخّوراً لأنَّه رئيس كهنتنا، مُرًّا لأنَّه فادينا ومُخلِّصنا! 

وعُدنا فرحين مُبتهجين، تُبنا فغيَّرنا الطريق القديم، لأنَّه أصبح عندنا ملء اليقين، هو الطريق والحق والحياة، لا نهلك ولا نموت موتاً بل نحيا معه ويكون لنا رجاء! 


وأنا جئتُ أُهنِّئكِ يا أمَّ الله... سرتُ على آثار الغنم ، وَرعيت جِدَائي عِنْدَ مَسَاكِنِ الرُّعَاةِ. (نش ١: ٨) 
مستنيراً بمصباح الكلمة سِرَاجٌ لِرِجْلِي وَنُورٌ لِسَبِيلِي. (مز١١٩: ١٠٥)

فارغ اليدين لا أحمل شيئاً، جارًّا ورائي أوزار خطيئتي، ليس لديَّ إلّا هذا القلب الصغير أعطيه للمولود إبنكِ ربَّنا يسوع المسيحليسكن مُرتاحاً ويملك فيه لينقّيه يُطهِّره ويُقدِّسه. 

أترى يقبله هديَّةً منّي أنا المُعدم الفقير ؟؟

وُلِدَ المسيح فمجِّدوه ! 

/جيزل فرح طربيه/