فطرق باب سيِّدة عجوز في السبعين ، وإستأذن منها لإجراء مكالمة هاتفية.
وبعد أن أتمَّ مكالمته وقع نظره على لوحات فنيَّة كثيرة معلَّقة على الحائط، فأبدى إعجابه وإنبهاره بها ، وسأل العجوز مندهشا من رسمها؟
فأجابت العجوز : أنا.
فسألها إن كانت قد حاولت أن تعرض لوحاتها في معارض فنيَّة ؟!
فقالت: لا... إنَّ زوجي الراحل قال لي أنَّني لا أصلح إلّا للمنزل و لتربية الأبناء فقط !
وأنا كنتُ صغيرة وأصدِّق زوجي.. فلم أخالفه كي لا أفشل كما قال.
ولكنِّي بقيتُ أحبّ الرسم وأنفِّذ تعليماته بأن أرسم لنفسي فقط.
فقال لها الرجل : هل تسمحين لي أن آخذ بعض لوحاتك، وأعرضها على مجموعة من المتخصِّصين والنقّاد وأصحاب المعارض؟
لم يكن الأمر مُهماً بالنسبة لها فوافقت على الفور.
المفاجأة المدهشة الَّتي قلبت حياتها أنَّ اللوحات حقَّقت مبيعات مذهلة بمئات الآلاف من الدولارات! وأصبحت العجوز فجأة وهي في سنّ السبعين من أشهر الفنّانين!
وعاشت كفنَّانة مرموقة.
عاشت لتشهد نجاحها فنِّيًّا وأدبيًّا. فقد بيعت إحدى لوحاتها ب 1.2 مليون دولار سنة ٢٠٠٦... وتُعرض لوحاتها اليوم كمقتنيات في متحف "اللوفر" بـباريس وبلازا في نيويورك .
إنَّها "آنا ماري روبرتسون موسى،" المعروفة بإسم "الجدَّة موسى "
وقد كرَّمتها حكومة الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة بعمل طابع بريد يحمل إسمها سنة ١٩٦٩ م
صديقي ...
لا تُصدِّق ما يراه فيك الآخرين.. صدِّق نفسك أوَّلاً، وإتبع إحساسك.
لا تتنازل أبداً عن أحلامك لإرضاء الناس.. فقد يأتي النَّجاح بِطرُق لا تخطر على بالك.. و في أبسط الصُّدف!