كانت هناك قرية صغيرة، لم يذهب أهلها إلى المدينة الكبيرة المجاورة.
كانوا دائماً يريدون أن يعرفوا حقيقة ما يسمعون طول الوقت عنها.
وفي يوم سافر رجلان إلى المدينة ثُمَّ عاد واحد منهم ، فإلتفَّ الناس حوله يسألونه كيف وجدت المدينة ؟
فأجاب الرجل : المدينة هي مرتع للفساد وكلّ أهلها سكّيرون.
بعدها بأيّام عاد الرجل الثاني وسألوه نفس السؤال فقال : المدينة مليئة بدور العبادة وكلّ أهلها مُتديِّنون وطيِّبون !
إحتار الناس في مَن منهما يُصدِّقون ؟
هل المدينة سيئة أم جيِّدة ؟ أهلها طَيِّبون أم أشرار ؟
لم يجدوا مُجيباً على هذا السؤال المُحيِّر إلّا حكيم القرية ، الَّذي قال :
كلاهما صادق !
وحين رأى الحيرة على وجوههم قال : الأوَّل لا أخلاق له لِذا ذهب إلى أقرب حانة حين وصل المدينة، فوجدها ممتلئة بالناس، بينما الثاني مُتديِّن وصالح، فذهب إلى أقرب دور عبادة فوجدها ممتلئة بالناس !
أضاف الحكيم :
من يرى الخير فهو لا يرى إلّا ما في داخل نفسه، ومن يرى الشرّ فهو لا يرى إلّا ما في داخل نفسه.