HTML مخصص
سؤال تمَّ طرحه على مجموعة من طُلّاب الماجستير في إحدى الجامعات.
كانت اﻷجوبة جميلة وتقليديَّة إلّا جواباً واحداً إستوقف المُحاضر وأدمعت عينيه.
أﻷب ... في صغرك .. تلبس حذاءه فتتعثَّر من كبر حذاءه وصغر قدمك.
تلبس نظَّاراته فتشعر بالعظمة.. تلبس قميصه فتشعر بالوقار والهيبة.
يخطر ببالك شيء تافه فتطلبه منه.. فيتقبَّل منكَ ذلك بكلّ سرور ويحضره إليكَ دون منَّة.
يعود إلى المنزل فيضمُّك إلى صدره ضاحكاً وأنتَ ﻻ تدري كيف قضى يومه وكم عانى في ذلك اليوم في عمله.
واليوم في كبرِكَ .... أنت ﻻ تلبس حذاء أبيك فذوقه قديم وهو ﻻ يُعجبك ..!!!
تحتقر ملابسه العتيقة وأغراضه القديمة ﻷنَّها ﻻ تروقُ لكَ... !!
أصبح كلامه وسؤاله عنكَ هو تدخُّل في شؤونك وذلك ﻻ يروق لك.. !!!
حركاته تصيبك بالحرج.. وكلامه يُشعِرُكَ باإشمئزاز ..!!
إذا تأخَّرت وقلق عليك وعاتبك على التأخير حين عودتك تشعر أنَّه يُضايقك وتتمنّى لو لم يَكُن موجوداً لتكون أكثر حرية... !!
رغم أنَّه يريد الإطمئنان عليك ليس إلّا.
ترفع صوتك عليه وتضايقه بردودك وكلامك.. فيسكت ليس خوفاً منكَ ، بل حُبًّا بِكَ وتسامُحاً معك.. !!
إن مشى بقربك محدودب الظهر .. ﻻ تمسك يده فلقد أصبحتَ أنتَ أطول منه ..!!
أنتَ باﻷمس تتلعثم بكلامك وتُخطئ في الحروف فيضحك مُبتسماً ويتقبَّل ذلك برحابة صدر.. !!
وأنت اليوم تتضايق من كثرة تساؤﻻته وإستفساراته بعد أن أصابه الصمّ أو أصابه العمى لكبر سنّه.. !!
لم يتمنّى أبوك لك الموت أبداً ﻻ في صغركَ وﻻ في كبركَ.. وأنتَ تتمنَّى له الموت.. فلقد ضايقك في شيخوخته وقد يضايق من معك أيضاً !!!!
تحمَّلك أبوك.. في طفولتِكَ... في جهلكَ... في سفهك... في كبرك... في دراستك... في عوزك... في فاقتك ..في شدَّتك.. في رخاءك... تحمَّلك في كلِّ شيءٍ.
فهل فكَّرت يوماً أنَّ تتحمَّله في شيخوخته ومرضه؟؟
أحسِن إليه ......... فغيرك يتمنَّى رؤيته من جديد ... أكرم أباك وأُمَّك لكي تطول أيَّامك على الأرض.