ويحٌ لي أنا الشقيّ! فالشياطين قد عرفتك يا إبن الله، يا قدُّوس القدِّيسين، وأنا لم أعرفك!
ما عساي أن أقول؟؟ قد أخذتَ لكَ جسداً مثلي وشابهتني في كلِّ شيءٍ ما عدا الخطيئة، أكلتَ وشربتَ، جعتَ وعطشتَ، قد ذقتَ حرَّ الصيف وبرد الشتاء، تحمَّلت تعب التجوال في السهول والجبال، سمعتَ تعيير المُعيِّرين وإستهزاء المستهزئين، عانيتَ من إنكار التابعين وخيانة أقرب المُقرَّبين، صُلِبتَ وتألَّمتَ وقُبِرتَ كغريب في قبرٍ جديد، أسَّستَ كنيستكَ بدمكَ المهراق على الصليب، صرتَ حاضراً بيننا في بيت القربان، حيًّا عاملاً بروحك القدّوس، تباركنا، تثبِّتنا فيك، تغذِْينا بجسدك ودمك، تغفر لنا خطايانا، تشفينا، تشركنا في حياتك الإلهيّة!
وماذا بعد؟؟ لأعرفك كما عرفتني، لأحبَّك كما أحببتني أوَّلاً!