شاب نشأ في ظروف أسريَّة مفكَّكة، ولم يجد الرعاية والحنان في ظلّ إنفصال الأب والأم منذ الصِغَر، وزواج الأم من آخر.
فما كان إلَّا أن يكبر وينحرف إلى الإدمان والسرقة، وفي إحتفالات عيد الميلاد وما بَقِيَ من ذكريات طيِّبة لهدايا الميلاد، ومن أجل حاجته للمال، داهم منزلاً ليسرق ما يجد فيه ممّا خفّ وزنه وغلا ثمنه، للإنفاق على ملذَّاته وإدمانه.
أخذ يبحث في المنزل عن مال أو مجوهرات، ووجد حقيبة سفر، أخذ يجمع فيها بعض المقتنيات والأشياء الثمينة، والتِحف الفنيَّة الَّتي كانت الأُسرة مغرمة بإقتنائها.
كان الرجل وزوجته خارج البيت، ولكن تركا إبنهما ذو الستَّة أعوام "بول" وإبنتهم "كاترين" الأصغر نيام في البيت.
ومع حركة اللصّ إستيقظ الطفلان وأخذا يبحثا لعله "بابا نويل" قد أحضر لهما هدايا عيد الميلاد.
سألت "كاترين" أخيها هل أتى بابا نويل محمَّلًا بالهدايا؟
قال لها "بول" دعينا نبحث عنه.
وأخيرًا أمسكا باللصّ، وفي براءة الأطفال سألاه :
"أين بابا نويل ؟! من أنت؟".
إرتبك اللصّ وقال :
أنا سانت "جوزيف"!
وأين بابا نويل؟
إنَّه مشغول وطلب منِّي أن أساعده!
ولماذا ملابسك غير مرتَّبة وشعرك غير مرتَّب وغير حليق؟ تساءلت كاترين..
أجابها اللصّ :
إنَّها زحمة الأعياد وتجهيز الهدايا!
أخذ الإبن يتحدَّث عن العيد، والإبنة تحضِّر الحلوى والطعام للقديس يوسف، وكانا يتبادلان الحديث الودّي عن عيد الميلاد، حتّى نَسِيَ أنَّه لصّ، وذاب قلبه محبّة، وقدّم لهم بعض من هدايا الشنطة المسروقة.
وفجأة سمع اللصّ صوت سيَّارة الأب والأمّ معه تدخل للبيت فإستأذن من الأبناء ليمضي، وكانا هما يطلبان منه أن ينتظر أهلهما للسلام عليه والترحيب به.. إلَّا أنَّه إعتذر ليواصل توزيع الهدايا، لكنَّه هرب الباب الخلفي ومضى وإختفى!
لم ينم الشاب ليلته هذه متأثِّرًا بمحبَّة الأطفال، وتضاربت الأفكار في ذهنه، وقرَّر أن يتغيَّر، وذهب إلى الكنيسة صباحًا ليحتفل بمولود المذود، الَّذي وُلِدَ في قلبه بالتوبة.
وكانت هذه الحادثة سبب لتغيُّره وتوبته ورجوعه إلى الله، والبدء بحياة الصلاة والعمل وتكوين أسرة... إلَّا أنَّه لم ينسَ أن يكتب قصَّته لتكون حافزًا ودعوة لآخرين من الشباب البعيد عن الله ليرجع إليه.