ها أنَّ إبن الإنسان يدخل كالملوك إلى أورشليم، ليُتمِّم التدبير الإلهي لخلاص البشر!
ما أعظم محبَّتك يا ربّ ! فقد إرتضيتٌ بملء إرادتك الموت الطوعيّ من أجلنا لكي تخلِّصنا!
لم تتردَّد ولم تتراجع بل إخترت أن تمضي حتَّى النفس الأخير، أنت إخترت أن تُسلَّم بِقُبلة، أن يُقبَض عليكَ في بستان الزيتون، أن تُستَجوَب وتُحاكَم وتُسجَن، أن تُجلَد ويُبصَق عليك ويُستهزأ بك، أن تُضرَب وتُهان وتتألَّم من جبلتك، أن ترفع على خشبة بين لِصَّين، وأن تُسلِم الروح في الوقت الَّذي تريد وليس الجنود من كسر عظمة واحدة منك!
قد صعدتَ إلى أورشليم أيُّها الجبَّار ودخلتَ مُنتصراً وجعلتَ من عود الصليب لك عرشاً لتطأ الموت بموتِك وتُبيدُه فأحيا أنا بموتِك أبداً !