إنَّ نعمة الله تعمل ما هو عصيّ على الناس وما يتفوَّق على ما هو من الطبيعة، كي تهب الفرح و بوفرة!
فما هو مستحيل عند الناس، ما هو مستعصي، ما هو مُقفل، ما لا جدوى منه، ما يبدو ميؤوساً منه، ما قد فسد، ما قد إبتلى، ما قد رُذِلَ وحُكِمَ عليه، ما قد إنتهى وأهمل وتهمَّش، ما قد مات ودُفِنَ ووُضِعَ في قبرٍ...
ليس مستحيلاً عند الله، ليس مُستعصياً ومُقفلاً ، بل له جدوى ومنفعة، تنبض فيه الحياة ويصير مقبولاً عند الأحياء، تعود له الروح وتكون له بداية جديدة فيصير محطَّ الأنظار ومصدراً للدهشة، لأنَْه قام من موته المُحتَّم ليولد ولادة جديدة بالروح القدس!
فما هو من النعمة لا يخضع لقوانين الطبيعة، بل يتخطّاها لأنَّ صانعها يتحكَّمُ بأسرارها ،كي يهب من فيض رحمته نِعَمِه الوافرة لأحبَّائه في القداسة وكمال المحبَّة!
وحده الإنسان الروحيّ يُمَيِّزُ عمل النعمة، أمَّا الإنسان الجسدانيّ فهو كالأعمى لا يفقه ببصيرته المُشوَّشة فرح الملائكة وبهجة السماويِّين!