وُلِدَ "عمّانوئيل" في مزود للحيوانات، في أحقر مكان يمكن تصوُّره على الإطلاق، إشارة إلى أنَّ الألوهة يمكنها أن تتسلَّل إلى أيّ مكان، لكنَّها إختارت أن تتجسَّد في أحقرها ، في مكان منسيّ متروك للأبقار والأغنام!!
عقلك البشريّ يُفتِّش عن مجد طفل ملوكي في قصور مُزيَّنة مُلبَّسة بالذهب مُكلَّلة بالعاج، في أثواب مُخمليَّة ناعمة على سرير من خشب الأرز، ملفوف بأقمشة من الكتّان الغالي الثمن...
لكن ملك الملوك إختار مزوداً للبهائم مخفيًّا في قبو للأبقار والحمير، حيثُ تأوي الفراخ والعصافير...
هكذا يسكن الربّ في القلوب الصغيرة المنسيَّة الحقيرة في نظر البشر، في القلوب البسيطة المؤالفة للطبيعة والحيوان، في قلوب مُصلِّية مُطيعة للوصيَّة لاهوت معاش، في قلوب أُمِّيَّة تجهل القراءة والكتابة لكنَّها مُنفتحة على السماء، في قلوب مُهمَّشة مُحتقرة ذليلة فارغة من كُلِّ مجدٍ شخصيٍّ...
هذه قلوب القدّيسين الَّتي ولد وإرتاح فيها إبن البشر، قدّوس القدّيسين!
إفتقري يا نفسي وإستغني عن كُلِّ شيءٍ لتغتني بالمسيح!
أفرغي قلبكِ من بهرجات العالم ورياء البشر وغِناهم، أوسعيه بتوبتكِ وزيِّنيه بقشّ تواضعكِ، ليرتاح فيه الربّ ويملك على قلبكِ من الآن وإلى الدهر!