الربّ دائماً يصل أوَّلاً، عند الفجر، كي يجعل منّا نحن البطّالين فعلة عاملين في كرمه!
فمِنهُم من يكون مُتأهِّباً ومُستعدًّا للخدمة لأنَّه منذ نعومة أظافره كانت بصيرته مستنيرة، ومنهم من يتأخَّرُ قليلاً لأنَّه يتلهّى بإشباع أهوائه ورغباته قبل أن يلمس الربّ قلبه، ومنهم مَن يتأخَّر إلى مُنتصف العُمر ومنهم إلى الشيخوخة، قبل أن يتوبوا توبة صادقة لأنَّهم لمسوا عبثيَّة الحياة الحاضرة وبطلان كلّ ما فيها...
ومِنهُم من يبقى بطّالاً لا شغل له في الملكوت ليس لأنَّ الربَّ لم يستأجره وليس لأنَّ الربَّ لم يفتقده، لكن لأنَّه لم يقبل دعوة السيِّد و يدخل الكرم، ولم يطلب شِغلاً فيه من ربّ الكرم!
أنتَ دائماً حاضر ها هنا يا سيِّديتقرع على باب بيتي للدخولوأنا الشقيّ أتلهّى بأمور واهيةيمرّ قطار عُمري ولا أتوب!