يعتقد الحكماء الباطنيّون الأيزوتيريكيون أنَّ الخلاص يكون بالمعرفة الحدسيَّة وكشف الرموز والخفايا، بمعزل عن أيّ عقيدة و أيّ وحي إلهي، إذن الخلاص برأيهم هو فقط للنخبة العارفة!
أمَّا المؤمنون المسيحيّون "البسطاء"، الملتزمون بتعاليم الكنيسة وأسرارها، وذوي الإعاقة والمجروحين في ذكائهم، فلا خلاص لهم!
مشكلة الباطنيِّين أنَّهم يرفضون بساطة الإنجيل وعمل النعمة الإلهيّة ومجَّانيَّة عمل الله في حياة المؤمن، ويتَّكلون فقط على جهدهم الشخصيّ المعرفي لبلوغ الوعي الروحي، كما يزعمون، وبالتالي الإرتقاء إلى المراتب الإلهيّة !
إنما الملكوت هو للأطفال :
"أَمَّا يَسُوعُ فَدَعَاهُمْ وَقَالَ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ."
(لو ١٨: ١٦)
كما طوَّب الربّ المساكين في الروح لأنَّ لهم ملكوت الله، كما طوَّب أنقياء القلب لأنَّهم يعاينون الله! (مت ٥/ ٣ َ ٨)
"لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الْحُكَمَاءِ، وَأَرْفُضُ فَهْمَ الْفُهَمَاءِ». أَيْنَ الْحَكِيمُ؟ أَيْنَ الْكَاتِبُ؟ أَيْنَ مُبَاحِثُ هذَا الدَّهْرِ؟ أَلَمْ يُجَهِّلِ اللهُ حِكْمَةَ هذَا الْعَالَمِ؟"
(١ كو ١: ١٩، ٢٠)
حقًّا !
/جيزل فرح طربيه/