إعتدنا أن نسمّيه عيد السيدة... وهو مع عيد الميلاد وعيد الفصح، عيد الأعياد وفرحنا وفرح المسكونة كلّها!
في طفولتي كنّا نعيّد عيد السيدة في قرية "بطلون" قرب بحمدون الضيعة، حيث نمكث ليلة ونهار العيد.
كانت تقرع أجراس الكنيسة ويحتفل مساءً بالقدّاس الإلهي ، و تنظّم كل سنة حفلة عامرة بالأغنيات الشعبيّة والوطنيّة يحييها مطربون ومطربات وكان مسك الختام حفلة زجليّة!
نحن الصغار لم يكن يُسمح لنا بالدخول، فكنّا نسترق النظر عبر ثقوب في الحائط المصنوع من القش في خيمة مؤقتة كانت توضع لتلك المناسبة...
أمّا فرحتنا الأكبر فكانت "الهريسة" !
كان يقضي بعض الشباب النهار كلّه وقسم من السهرة في تحضير الهريسة المصنوعة من القمح البلدي ومن لحم الخروف وعظامه مع البهارات المتنوِّعة، وكان أهل القرية يأتون بالطناجر والأوعية لأخذ حصّتهم منها، أمّا نحن الصغار فكنّا نتلذَّذ في أكلها ونحن نتفرّج على النار المشتعلة تحت القدر النحاسي الكبير جدًّا !
كانت أيَّام جميلة مباركة، كنَّا ببراءتنا نحسّ بطعم العيد وأفراحه على بساطته !
في وِلادَتِكِ حَفظتِ البتوليَّة ، وفي رُقادِكِ ما تركتِ العالم ، يا والدةَ الإله.
فإنكِ إنتقلتِ إلى الحياةِ بما أنَّكِ أُمُّ الحياة.
وبشفاعِتكِ تُنقذِينَ من الموتِ نفوسَنا!
كل عيد وأنتم في القداسة!
/جيزل فرح طربيه/
