ليس كلّ أمر صالح يعرض علينا نقبله، بل كل ما هو "صالح ومرضي وكامل" !
يتكلّم البابا فرنسيس عن بعض الأفكار والإيديولوجيّات والممارسات الَّتي تبدو حسنة في الظاهر إلّا أنَّها قد تؤدِّي إلى التشويش و الإلتباس فتبعدنا تدريجيًّا عن الإيمان الحقيقيّ.
ويتكلّم البابا عن حالة يسميها، "زئبقيّة"، يعني هي كالزئبق يصعب الإمساك بها إذ يلزمنا روح التمييز كي نفهم إشكاليّاتها وأخطارها الكامنة.
هذا الأمر ينطبق على كثير من التقنيّات النفسيّة البديلة ضمن ما يسمّى بالتنمية البشريّة وتطوير الذات، فهي تبدو في الشكل تقنيّات مفيدة وجيِّدة إلى أنَّها تنمي التمحور حول الذَّات والمنفعيّة وتبعد الإنسان تدريجيًّا عن القِيَم والأخلاق الإنجيليّة!
تماماً كما يقول في سفر الأمثال :
«تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً، وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ.»
(أم ١٤: ١٢)
وينصح الرسول بولس :
«وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ!»
(رو ١٢: ٢)
إذن لنطلب من الربّ أن يهبنا روح التمييز وأن يُعْطِيَنا "رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ، مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِنا، لِنعْلَم مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي القِدِّيسِينَ"
(أف ١: ١٧، ١٨)
لمجد إسمه. آمــــــــــــين!
/جيزل فرح طربيه/