إصعدي يا نفس وإرتقي في السماويات، بالصليب ترتقي النفس إلى الإلهيَّات !


إرفعي عينيكِ إلى العلاء وتخطِّي حواجز الأرضيَّات، إرفعي قلبكِ للسماويَّات وإبقِ رجليكِ في التراب، إن بقيتِ مشغولة بتأمُّل المخلوقات الفانيات أو بإقتلاع أشواك الهموم والصعوبات، كيف تعاينين نور وجهي المشرق في الظلمات ؟


إصعدي إليَّ ها هنا على درجات المسبحة.

تسلَّقي بالفكر الحبَّة تلو الحبّة وتأمَّلي في الصمت أسراري.


بالتوبة يتنقَّى ذهنكِ
بالنعمة يتطهَّر عقلكِ

بالمحبَّة يفيض قلبكِ

بأشواق العذارى الحكيمات !


لا تيأسي يا بُنيَّتي ولا تنهمي إن أنتِ عجزتِ عن بلوغ قداستي، وإن ضاقت الطريق وثقل الصليب.


أحنُّ أنا عليكِ وأنحني

لأكشف لكِ ما غاب عنكِ

أغمركِ أغسلكِ فأضمَّكِ بفيضٍ من حبِْي ورحمتي.

آتي سريعاً باكراً جدًّا أو إنتظريني في أواخر الساعات !


ما زلتِ طفلتي المدلَّلة الصغيرة.
أميرتي المتمرِّدة الثائرة الكبيرة الخرقاء الطائشة عمياء البصيرة.


لأنَّ عظمة حبِّي لا تملأ إلَّا آنية هشَّة مثلكِ لتكمل في ضعفك قوَّتي !

لقد إخترتكِ فإتَّضعي لتصعدي إليَّ على إيقاع مزامير المصاعد.

أنزل إليكِ يا حبيبتي لأضمّ وأملأ يديكِ الفارغتين !
لا تتردَّدي ولا تخافي.

إحفظي كلمتي على شفتيكِ، في قلبكِ، وردِّدي إسمي، كالنَّفس في الرئتين !

/جيزل فرح طربيه/