الرب هو الذي يغرس، هو المبادر دائما، هو الاول في العطاء والخلق من العدم.
والكرم يرمز الى الجماعة البشرية كلها ولكن اليهود اختصروها بأسباطهم الاثني عشر فقط، معتبرين أن الخلاص حكرا لهم دون سواهم.
والسياج يرمز الى عناية الرب بشعبه وخوفه عليهم من اللصوص لانه يعرف مسبقا أنهم في خطر.
وترمز المعصرة الى الثمر، اذ لا بد للكرمة أن تثمر والا ستقطع وتلقى في النار، والانسان أيضا لا بد له أن يثمر مشغلا مواهبه ووزناته التي أعطيت له كنعمة مجانية من الخالق.
والبرج يرمز الى الضمير وقوة البصر والبصيرة الذي ينذر الانسان بقدوم الخطر الخارجي وبالاخص الداخلي الناتج عن الانانية والاستعمال الخاطئ للحرية الفردية.
أما الكرامين الذين من واجبهم استغلال الكرم واستثماره وجمع ثماره واعطاء صاحب الكرم حصته المشروعة فهم يمثلون الانسان ذاته. كل انسان هو كرام على ذاته بما تمثله من مواهب ووزنات وهبات أعطيت له مجانا من الرب.
والسفر لا يعني ابدا أن الرب يترك الانسان وحيدا يواجه مصيره، ولكن يترك له حرية التصرف ليكون مسؤولا في غيابه وحضوره ويكون خياره حرا وواعيا وناضجا.
يقول القديس أغوسطينوس:"الله الذي خلقك دون ارادتك لا يخلصك دون ارادتك"...
لماذا شبه يسوع بالحجر الذي رذله البناؤون؟ يقال أنه عندما بني هيكل سليمان وجد البناؤون حجرا كبيرا مرميا، ظنوا أنه لا يصلح لشيء، فرفضوه واحتقروه ورموه خارج البناء.
وعندما وصلوا الى الزاوية وهو المكان الذي يلتقي بهما الحائطان (الانسان والله) ليكتمل البناء لم يجدوا حجرا يصلح لربط الحائطين وتشكيل الزاوية الا الحجر الذي سبق لهم ورذلوه ورفضوه وحكموا عليه بالموت على الصليب موجهين له الاهانات وأحقر العبارات وأشد العذابات حتى الموت، دون أن يعلموا أنه هو الوحيد الذي يربط الله بالانسان والانسان بالله.
الله قادر أن يعطيك كل الامكانيات ليثمر كرمك وهو مستعد لنصرتك في ضعفك فهل لديك القدرة لتثور على كسلك وتنفض عنك غبار الايام وتعطيه الثمر في حينه كي تتمجد طبيعته فيك وطبيعتك فيه؟
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/