في سنة ١٩٢٠ أقامت نقابة الأطبّاء في إنجلترا حفلة لتخريج دفعة من الأطبّاء الجدد و قد شهد هذا الحفل رئيس الوزراء البريطاني George Lloyd.
و قام نقيب الأطبّاء أثناء الحفل بإلقاء النصائح لهؤلاء الخرّيجين، و روى قصّة حدثت معه :
قال :
"في منتصف ليلة عاصفة طرقت بابي سيّدة عجوز، "أنجدني أيُّها الطبيب، طفلي مريض و حالته خطرة، أرجوك أن تفعل أيّ شيء ممكن لإنقاذه"، فأسرعتُ معها إلى مسكنها البعيد في ضواحي لندن، كانت تعيش في غرفة صغيرة و إبنها مستلقٍ و هو يئِنُّ في زاوية بعيدة من زوايا الغرفة، و بعد أن أدّيت واجبي تجاه الطفل المريض ناولتني الأم كلّ مدَّخراتها الضئيلة أجرةً لي، فرفضتُ أن آخذ المال و رددته إليها بلطف، و شُفِيَ الطفل فيما بعد".
و تابع النقيب كلامه قائلاً :
"الطبّ هو أقرب المهن للرحمة... بل أقربها لله".
بعد أن أنهى النقيب قصّته صعد رئيس الوزراء إلى المنصَّة قائلاً :
"منذ عشرين سنة و أنا أبحث عنك... فأنا هو ذلك الطفل الَّذي ذكرته في حديثك!"